قمة ترامب وبوتين.. سلام مؤجل أم بداية حرب أوسع؟
أجرى الرئيسان الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين، مساء الجمعة، مباحثات استمرت 3 ساعات في ولاية ألاسكا الأميركية، وُصفت بأنها قد تشكّل محطة مفصلية في مسار الحرب الدائرة في أوكرانيا.
بوتين قال في مؤتمر صحفي مشترك عقب القمة إن المحادثات كانت "مفيدة ومفصلة" وجرت في "أجواء بناءة"، مشددًا على أن أي حل يجب أن يكون "مستدامًا ويأخذ في الاعتبار المخاوف الأمنية لروسيا".
من جانبه، أكد ترامب أن "تقدمًا كبيرًا تحقق"، لكنه أشار إلى بقاء نقاط خلافية عالقة لم يُكشف عنها، مضيفًا أن الشراكة الاستثمارية بين واشنطن وموسكو تحمل إمكانات واسعة. وفي تصريحات لاحقة لقناة فوكس نيوز، أوضح أن الطرفين "قريبان جدًا من التوصل إلى اتفاق"، لكنه شدد على أن أوكرانيا يجب أن تكون جزءًا من أي تسوية.
الكرملين أوضح أن المحادثات تناولت ملفات متعددة، من بينها حلف شمال الأطلسي (الناتو)، والتدابير الأمنية، وتبادل الأراضي المحتمل. فيما أشار وزير الدفاع الروسي أندريه بيلوسوف إلى أن "الأجواء كانت ممتازة عقب المفاوضات".
ورغم تفاؤل الطرفين، أعربت دول أوروبية عن قلقها من إمكانية فرض تسوية على كييف، خصوصًا أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لم يُدعَ للمشاركة في القمة. زيلينسكي بدوره دعا ترامب لإقناع موسكو بوقف الحرب، مؤكدًا أن "الوقت حان لإنهاء النزاع، وروسيا عليها اتخاذ الخطوات اللازمة".
اللقاء الذي استبق ترامب عقده بالقول إنه قد يفضي إلى "وقف سريع لإطلاق النار"، جاء في ظل استمرار المكاسب الميدانية الروسية وتصاعد الضغوط الغربية لتفادي تثبيت واقع جديد على الأرض.
القمة التي عُقدت في قاعدة "إلمندورف ريتشاردسون" قرب مدينة أنكوريج، تحمل رمزية تاريخية؛ إذ كانت القاعدة إحدى ركائز الولايات المتحدة في الحرب العالمية الثانية والحرب الباردة.
وبينما يرى مراقبون أن المحادثات قد تفتح نافذة نحو تسوية، يحذّر آخرون من أن مخرجاتها قد تعيد رسم خريطة التحالفات والصراع في المنطقة، وسط غياب أي ضمانات على أرض الواقع.

