الشوبكي: نزيف إسرائيل يعيق جنون نتنياهو التوسعي

{title}
أخبار الأردن -

 

قال الباحث الاقتصادي عامر الشوبكي، إن إسرائيل تواجه خسائر اقتصادية غير مسبوقة منذ اندلاع الحرب على غزة في السابع من أكتوبر 2023، ما يشكّل عائقًا مباشرًا أمام المخططات التوسعية التي يروّج لها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، مثل ضم أراضٍ من الأردن وسوريا ولبنان ومصر، وتهجير الفلسطينيين قسرًا من غزة والضفة الغربية.

وأوضح الشوبكي أن الخسائر الحقيقية تتجاوز بكثير ما يتم الإعلان عنه رسميًا، مؤكدًا أن ما يُروَّج له في الإعلام العبري لا يعكس عمق الأزمة الاقتصادية. ففي حين تشير بعض التقديرات إلى خسائر بحدود 65 مليار دولار، فإن الأرقام الواقعية بحسب دراسات محايدة ومصادر مالية دولية تُقدّرها بأكثر من 100 مليار دولار، تشمل:
    •    الإنفاق العسكري المفرط وتكلفة التعبئة المستمرة.
    •    تعويضات داخلية وخسائر القطاعات الإنتاجية والخدمية.
    •    تراجع السياحة بأكثر من 70%، وهروب الاستثمارات الأجنبية.
    •    شلل شبه كامل في ميناء إيلات نتيجة استهدافه من الحوثيين.
    •    ارتفاع تكلفة التأمين على السفن والتجارة الإسرائيلية إلى أعلى مستوى منذ عقود.

وتوقّع الشوبكي أن يدخل الاقتصاد الإسرائيلي في حالة انكماش تتجاوز 3% خلال عام 2025، وسط تراجع ثقة المستهلكين والمستثمرين، وارتفاع مستويات البطالة والعجز المالي.

خمس جبهات مفتوحة تُضعف الردع

وأضاف الشوبكي أن الجيش الإسرائيلي يعيش حالة استنزاف ميداني شامل يضعف قدرة الردع على خمس جبهات غير محسومة:
    •    جبهة غزة: عامان من القتال دون حسم عسكري، واستنزاف يومي للجنود والموارد.
    •    جبهة لبنان: عجز عن تحييد أو نزع سلاح حزب الله رغم التصعيد المتواصل.
    •    الجبهة السورية الجنوبية: قابلة للاشتعال في أي لحظة مع تنامي العداء للتوغل الاسرائيلي.
    •    جبهة البحر الأحمر: مع الحوثيين، وما تسببت به من تعطيل الملاحة، وشلل في ميناء إيلات، واضطراب اقتصادي داخلي .
    •    الجبهة الإيرانية: تصعيد متواصل دون حسم، واحتمال نشوب مواجهة شاملة لا تزال قائمة.

وأشار الشوبكي إلى أن هذا الاستنزاف العسكري والمالي والمعنوي أسقط عمليًا فكرة التوسع الجغرافي التي يسوّقها نتنياهو، وكشف أن إسرائيل لم تعد تملك القدرة على فتح جبهات جديدة دون أن تنهار من الداخل.

التوسع كغطاء للهروب

وأكد الشوبكي أن نتنياهو يحاول استخدام خطاب “القوة والتوسع” كغطاء للهروب من أزماته الداخلية، سواء الاقتصادية أو السياسية أو القضائية أو حتى الاجتماعية، لافتًا إلى أن الترويج لفكرة “إسرائيل الكبرى” ما هو إلا محاولة لتصدير الأزمة إلى الخارج، وتضليل الرأي العام الإسرائيلي الذي بدأ يتحمل كلفة الحرب.

وشدّد على أن هذا الخطاب ينطوي على تهديد مباشر للدول المجاورة، وعلى رأسها الأردن، مشيرًا إلى أن المملكة بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني تواجه هذه المخططات بثبات ووضوح، وترفض أي تهجير أو مساس بالسيادة الأردنية.

الأردن.. موقف سيادي لا يُساوم عليه

وختم الشوبكي بالتأكيد على أن الأردن يُثبت يومًا بعد يوم أنه خط الدفاع الأول في وجه مشاريع التفكيك والتوطين، ويتحمل أعباء سياسية واقتصادية جسيمة دفاعًا عن مواقفه، مشيرًا إلى:
    •    رفض جلالة الملك عبد الله الثاني القاطع لأي تهجير من غزة أو الضفة إلى الأردن.
    •    الموقف الأردني الثابت في استمرار تقديم الدعم للمواطنين في غزة ، ودعم القضية الفلسطينية والدولة المستقلة على حدود 1967.
    •    التأكيد المتواصل بأن الأردن لن يكون ساحة بديلة، ولن يُستخدم كورقة في مشروع “إسرائيل الكبرى”.

تابعونا على جوجل نيوز
البحر المتوسط لإدارة المواقع الإخبارية الالكترونية