الرنتاوي لـ"أخبار الاردن": نتنياهو يعتقد أنه الملك المخلّص لإسرائيل

{title}
أخبار الأردن -

 

قال مدير مركز القدس للدراسات السياسية عريب الرنتاوي، إن نتنياهو بات يجسّد نموذجًا لزعيم يرى نفسه في موقع "الملك المخلّص" لإسرائيل، متلبسًا عقلية ثيولوجية توظّف الرمزية الدينية لخدمة مشروع سياسي قومي متشدد.

وأوضح في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية أن هذه المقاربة، التي تلامس حدّ "جنون العظمة"، تتلاقى مع توجه متنامٍ داخل المجتمع الإسرائيلي نحو التطرف الديني والقومي، وهو مسار يتصاعد منذ ما يزيد على ربع قرن، ويمثل الأرضية التي تغذي خطاباته وسياساته.

وبيّن الرنتاوي أن البعد الاستراتيجي، يحمل أبعادًا أكثر خطورة، فتصريحات نتنياهو لا تُقرأ كزلات لسان أو تصريحات ظرفية، وإنما جزءًا من رؤية متكاملة يتبناها تيار قوي وفاعل داخل البنية السياسية والمجتمعية الإسرائيلية، يسعى لإعادة صياغة حدود الصراع عبر تبني نهج الفاشية القومية والدينية، مضيفًا أن هذا التوجه أفرز سياسات الإبادة المنظمة، والتجويع الممنهج، والتطهير العرقي الميداني في غزة والضفة الغربية، ليكون ما نشهده من مجازر وممارسات وحشية مجرد التطبيق العملي لهذه الرؤية العقائدية.

وإذا كان الحديث عن "إسرائيل الكبرى" قد بدا في الماضي محض شعار أيديولوجي، فإن الأحداث الراهنة تعيد إحياءه بوصفه مشروعًا سياسيًا قيد التنفيذ، إذ تظهر خرائط متداولة في الأوساط الإسرائيلية تضم أراضي من الأردن ودول عربية أخرى، بل وتصل التخطيطات المفترضة إلى مناطق في شمال السعودية، وهذا التصعيد يجد بيئة خصبة في ظل ما يعتبره الإسرائيليون ضعفًا عميقًا في الموقف العربي، الذي لم يفرض على إسرائيل ثمنًا حقيقيًا لجرائمها التاريخية والمعاصرة، وفقًا لما صرّح به الرنتاوي لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية.

ولفت الانتباه إلى أن الموقف الأردني، في هذا السياق، جاء واضحًا في رفضه لهذه التصريحات، معتبرًا إياها خرقًا صارخًا للقانون الدولي وتهديدًا مباشرًا للأمن الإقليمي، ومع ذلك، فإن الإدانة اللفظية، مهما بلغت حدتها، تبقى عاجزة عن إحداث تحول ملموس في السلوك الإسرائيلي ما لم تقترن بإجراءات سياسية واقتصادية ودبلوماسية رادعة، مثل تجميد الاتفاقيات أو تعليق التعاون بأشكاله كافة.

وأردف الرنتاوي أن هذه التصريحات تأتي في وقت يواصل فيه الاحتلال حصاره المطبق على غزة، وسط مقاومة شعبية صلبة دفعت أثمانًا إنسانية باهظة، في مقابل استمرار مسار التطبيع العربي، الذي يوفر لإسرائيل مكاسب إضافية دون أن تتحمل كلفة سياسية أو استراتيجية تذكر، وهنا يبرز التساؤل المشروع حول كيفية الطلب من الفلسطينيين "نزع سلاح المقاومة" في ظل استمرار الاحتلال وتمدد مشاريعه التوسعية؟.

واستطرد الرنتاوي قائلًا إن المعادلة التي يفرضها الواقع الميداني والسياسي تجعل من سلاح المقاومة، بالنسبة للفلسطينيين، خط الدفاع الأخير أمام مشروع استعماري توسعي مفتوح النهايات، ومن هذا المنطلق، فإن أي دعوة لنزع هذا السلاح تبدو، في ظل المعطيات الراهنة، ضربًا من العبث السياسي وانفصالًا عن منطق الردع الاستراتيجي.

وحذّر من أن إسرائيل تسير بخطى حثيثة نحو تكريس نموذج "الفاشية الدينية – القومية"، مضيفًا أن هناك مخاطر مواجهة مفتوحة تهدد أمن واستقرار المنطقة برمتها، في مشهد لا يختلف كثيرًا عن التهاون الأوروبي أمام صعود النازية في ثلاثينيات القرن الماضي، مضيفًا أن الرسالة التي تخرج من قراءة خطاب نتنياهو واضحة وهي أن هناك مشروعًا توسعيًا بلا سقف، يقتضي ردًا عربيًا يتجاوز حدود التصريحات، ويستند إلى استراتيجية ردع شاملة وفاعلة.

تابعونا على جوجل نيوز
البحر المتوسط لإدارة المواقع الإخبارية الالكترونية