الحوارات لـ"أخبار الأردن": "إسرائيل الكبرى" تعني التوسع وإعادة رسم خريطة المنطقة

{title}
أخبار الأردن -

 

قال الكاتب والمحلل السياسي الدكتور منذر الحوارات إن تصريح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه في مهمة تاريخية نيابة عن الشعب اليهودي، من أجل إسرائيل الكبرى، يختزل العقيدة السياسية للحكومة الإسرائيلية الحالية.

وأوضح في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية أن هذا التصريح لم يخرج من فم ناشط متحمس أو مؤرخ حالم، وإنما من رأس السلطة التنفيذية لدولة تتوسط مفاوضات سلام إقليمية، تمثل تحديا صريحا لمفهوم السلام ذاته وتضعه على حافة الانهيار المفاهيمي.

وبيّن الحوارات أن هناك تساؤلًا الذي يفرض نفسه على المجتمع الدولي، ولا سيما العواصم الداعمة لتل أبيب، حول إمكانية أن يستقيم مشروع سلام مع طرف يرى أن مجده السياسي والتاريخي لا يكتمل إلا فوق أنقاض الآخرين؟، مستطردا أن مثل هذا التصريح لا يكتفي بهدم جسور التفاهم، بقدر ما ينسف أساس الوهم الذي غذّى تصورات الاستقرار لعقود، ويعيد الصراع إلى مربع الانطلاق الأول، مسلحا هذه المرة بجرأة خطابية غير مسبوقة.

وأردف أن الخطير في مفهوم "إسرائيل الكبرى" هو الإطار توسعي الذي يُترجم إلى سياسات ميدانية، وتوجهات تهدد بإعادة رسم الخريطة الجيوسياسية للمنطقة، مستدعية روايات تاريخية تعود لآلاف السنين – غير موثقة – في مقابل تجاهل تام لوقائع مئة عام موثقة بالدم، والنزوح، والمرارة.

واختتم الحوارات حديثه بالتساؤل حول من هو المتشدد حقًا... أهو من يستحضر أسطورة جغرافية عمرها ثلاثة آلاف عام ليعيد تشكيل الحاضر، أم من يتمسك بقرن من الحقائق الدامية بحثا عن تسوية واقعية؟، مضيفا أن الإجابة على هذا السؤال لا تكتفي بتشخيص طبيعة المأزق السياسي الراهن، وإنما تكشف بوضوح مسار الصراع في المستقبل، وتضع القوى الإقليمية والدولية أمام مسؤولية إعادة تقييم مواقفها من "سلام" باتت معالمه متآكلة.

تابعونا على جوجل نيوز
البحر المتوسط لإدارة المواقع الإخبارية الالكترونية