المعشر: الاعتراف فقط لن يفضي إلى قيام دولة فلسطينية

{title}
أخبار الأردن -

 

قال نائب رئيس الوزراء الأسبق الدكتور مروان المعشر، خلال جلسةٍ نقاشية نظمتها مؤسسة مسارات الاردنية للتنمية والتطوير، إن مجرّد الاعتراف بدولة فلسطين يُمثّل، في جوهره، نقطة تحوّل جذرية في المزاج العام للمجتمع الدولي، إذ يعكس تحوّلا في موازين الإدراك السياسي تجاه القضية الفلسطينية.

وأوضح المعشر في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية، أن هذا الاعتراف، على أهميته الرمزية، لن يفضي بمفرده إلى قيام دولة فلسطينية فعلية، ما لم يُستتبع بحزمة من الخطوات القانونية والدبلوماسية والإجرائية المتكاملة، التي تضمن ترجمته إلى واقع سياسي ملموس.

وبيّن المعشر أنّ المسار القانوني الدولي يتطلّب سلسلة إجراءات مُحكمة، تبدأ بتفعيل القرارات الصادرة عن محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية، وربطها بشكل منهجي ومباشر بملف الاعتراف بالدولة الفلسطينية، بما يُتيح إيجاد أرضية صلبة للمطالبة بحقوق الشعب الفلسطيني أمام المحافل الدولية، وتحويل الاعتراف السياسي إلى التزام قانوني مُلزم للدول والمنظمات الدولية.

وأشار إلى أنّ الجانب الفلسطيني نفسه يتحمّل مسؤولية كبرى في هذا الإطار، إذ لا يمكن، الحديث عن جدوى سياسية حقيقية من الاعتراف الدولي دون إجراء انتخابات فلسطينية شاملة وشفافة تُفضي إلى تمثيل شرعي وحقيقي للشعب الفلسطيني، مضيفا  أنّ السلطة الفلسطينية، في صيغتها الحالية، تعاني من أزمة ثقة عميقة، وهو ما يتطلّب إعادة صياغة بنيتها السياسية وتعزيز شرعيتها الداخلية قبل المطالبة بتكريس الشرعية الدولية.

وفي سياق موازٍ، ربط مراقبون بين هذا التحوّل في الموقف الدولي من القضية الفلسطينية وبين تجارب أخرى في المنطقة، مشيرين إلى أنّ "رحيل الأنظمة القمعية التي تمارس البطش بحق شعوبها" يُعدّ شرطا لازما لبناء مستقبل مستقر ومزدهر، كما هو الحال في المشهد السوري، حيث كان إنهاء إرث النظام القديم ضرورة تاريخية وأخلاقية لضمان انطلاقة جديدة نحو الاستقرار والتنمية.

تابعونا على جوجل نيوز
البحر المتوسط لإدارة المواقع الإخبارية الالكترونية