أردنية تعود للدراسة مع ابنها بعد 17 عاما وتخوض معه رحلة التوجيهي
في مشهد إنساني نادر، عادت الأردنية صابرين أبو محفوظ إلى مقاعد الدراسة بعد انقطاع دام 17 عاما، لتخوض تجربة الثانوية العامة (التوجيهي) جنبا إلى جنب مع ابنها محمد، متحدية الزمن والظروف الأسرية والصحية.
صابرين، التي تركت المدرسة بعد الصف التاسع لرعاية طفلها المصاب بـ"استسقاء في الدماغ"، لم تتخل يوما عن حلمها في إكمال تعليمها. وعندما وصل ابنها إلى الصف العاشر، قررت أن تعود للدراسة معه، موازنة بين مسؤوليات المنزل ورعاية أبنائها الخمسة، وبين الاستعداد للامتحانات.
وفي عام 2025، خاضت الأم والابن معاً امتحانات التوجيهي، لتحصد صابرين معدل 84%، فيما حصل محمد على 54%. ورغم الفارق في النتائج، اعتبرت صابرين الأمر بداية لمرحلة جديدة، مؤكدة أنها ستواصل مع ابنها مشوار التعليم وصولاً إلى الجامعة، سواء في تخصص الشريعة أو المحاماة، كما كانا يحلمان.
زوجها، عبد الله أبو محفوظ، الذي كان مترددا في البداية، أصبح أحد أبرز الداعمين لها، مشيداً بقدرتها على التوفيق بين الأسرة والدراسة.
قصة صابرين ومحمد تحولت إلى رسالة أمل ملهمة، تؤكد أن العمر ليس حاجزاً أمام تحقيق الأحلام، بل جسرٌ لعبور التحديات، وأن الإصرار قادر على إعادة كتابة الحكايات مهما كانت البداية صعبة.

