تحركات غامضة في أجواء غزة تكشف أدوارًا خفية لقوى كبرى
كشف الخبير العسكري والاستراتيجي نضال أبو زيد عن تصاعد ملحوظ في النشاط الاستخباري البريطاني والأمريكي فوق قطاع غزة، مشيرًا إلى أن الأمر لم يعد يقتصر على التنسيق المعلوماتي مع أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، وخاصة شعبة الاستخبارات العسكرية "أمان"، التي تجمع رئيسها الجنرال شلومو بندر علاقات وثيقة مع نظرائه في لندن وواشنطن وعدد من أجهزة الناتو.
وأوضح أبو زيد أن المؤشرات الأخيرة تكشف عن تنفيذ طائرات استطلاع بريطانية من طراز Shadow R1 مهام مباشرة فوق القطاع، كان آخرها نهاية يوليو الماضي، انطلقت من قاعدة أكروتيري البريطانية في قبرص. وتمتاز هذه الطائرة بقدرات متقدمة على جمع البيانات عبر مستشعرات بصرية عالية الدقة، تمكّنها من فحص الشاحنات والمركبات والمناطق السكنية، وهو ما قد يفسر ارتفاع وتيرة استهداف الشقق السكنية وخيام النازحين مؤخرًا.
كما أشار أبو زيد إلى رصد تحليق طائرة استطلاع أمريكية في 28 يوليو لمدة ثلاث ساعات فوق مدينة خان يونس على ارتفاع منخفض وبمسار دائري، في أسلوب يعرف بـ"التصوير العمودي" للتأكد من المعلومات الجوية قبل تنفيذ ضربات. وجاءت الغارات الإسرائيلية الدامية في المنطقة ذاتها بعد أقل من 24 ساعة على هذه الجولة.
ولفت إلى أن الرحلات الجوية الأمريكية تتمتع بدرجة عالية من السرية، حيث لا تظهر بياناتها على مواقع تتبع الطيران، على عكس الطلعات البريطانية التي يمكن رصدها، ما يعكس حساسية الدور الاستخباري الأمريكي. ويرجّح أبو زيد أن هذا النشاط المتصاعد منذ أواخر يوليو، وبلوغه ذروته حاليًا، قد يرتبط بقرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالتحضير لاحتلال كامل القطاع، بدعم استخباري مشترك من واشنطن ولندن.

