"منبوذة دوليا ومأزومة داخليا.. تصريحات نارية تكشف تآكل دعم إسرائيل

{title}
أخبار الأردن -

 

في تطور لافت يعكس حجم التحول في المواقف الدولية تجاه إسرائيل، حذّر رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، إيهود أولمرت، من أن تل أبيب باتت "دولة منبوذة"، مؤكداً أن ما يحدث في غزة غير مقبول ولا يُغتفر.

وفي مقابلة مع صحيفة "بوليتيكو"، أشار أولمرت إلى أن إسرائيل تخسر تدريجياً دعم أبرز حلفائها، بينهم ألمانيا التي تتعرض لضغوط داخلية لفرض عقوبات على تل أبيب، والولايات المتحدة التي أبدى رئيسها السابق دونالد ترامب قلقه العميق من "مجاعة حقيقية" في غزة.

ورغم تحميل ترامب حركة حماس مسؤولية تعثر المفاوضات، إلا أنه شدد في تصريحات له من ولاية بنسلفانيا مساء الأحد، على ضرورة أن تطعم إسرائيل المدنيين في القطاع، قائلاً: "لا نريد أن يتضور الناس في غزة جوعاً... أشياء سيئة تحدث هناك". وأكد أن بلاده تبقى الجهة الوحيدة التي تقدم التمويل الحقيقي لتأمين الغذاء للفلسطينيين.

ومع تصاعد التحذيرات من كارثة إنسانية شاملة، أعلنت وزارة الصحة في غزة، اليوم الاثنين، وفاة 6 فلسطينيين جراء الجوع خلال 24 ساعة، ليرتفع عدد ضحايا المجاعة إلى 175 شهيدًا، بينهم 93 طفلًا. وفي الوقت ذاته، استشهد 56 مدنيًا آخرين أثناء محاولتهم الوصول إلى مراكز توزيع المساعدات، ما رفع حصيلة الضحايا خلال يوم واحد إلى 92.

وفي تصريح لقناة الجزيرة من عمّان، قال سليم عويس، المتحدث الإقليمي باسم "اليونيسيف"، إن أكثر من 5 آلاف طفل في غزة أصيبوا بسوء تغذية خلال النصف الأول من يوليو، مؤكداً ضرورة تسريع إدخال المساعدات.

من جهته، دعا عدنان أبو حسنة، المستشار الإعلامي لـ"أونروا"، إلى إدخال ما لا يقل عن 600 شاحنة مساعدات يومياً إلى القطاع، متهماً إسرائيل بالسماح بدخول عدد لا يتجاوز 40 شاحنة عبر طرق "غير آمنة".

وفي مظهر إضافي للأزمة، كشف مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية أن 96% من أسر غزة تعاني من انعدام الأمن المائي، وأن 90% من السكان لا يمكنهم الحصول على مياه شرب، بينما يواجه ثلاثة من كل أربعة أشخاص صعوبة في الوصول إلى دورات المياه.

أولمرت، الذي دافع في وقت سابق عن الحرب الإسرائيلية على غزة، أعرب عن قلقه من تصاعد الاتهامات الدولية ضد بلاده بارتكاب "إبادة جماعية وجرائم حرب"، خاصة مع تصاعد التقارير عن "قتل جماعي للمدنيين وتجويع متعمّد" لسكان القطاع.

ووصف رئيس الوزراء الأسبق اتهام زعماء أوروبيين مثل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر بدعم الإرهاب أو معاداة السامية بـ"السخيف"، متهماً حكومة نتنياهو باستخدام هذه الاتهامات للدفاع عن "الاستخدام المفرط للقوة".

واختتم أولمرت تصريحاته بالتحذير من سيناريوهات أشد خطورة، بينها ضم غزة وربما الضفة الغربية، مؤكداً أن إسرائيل تقوّض باستمرار شركاء فلسطينيين محتملين للتفاوض، بدلًا من تمكين المعتدلين.

يُذكر أن الهجوم الإسرائيلي المتواصل على غزة منذ 7 أكتوبر 2023 خلّف أكثر من 210 آلاف شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى 9 آلاف مفقود ومئات الآلاف من النازحين، وسط أزمة إنسانية خانقة تهدد حياة الملايين.

تابعونا على جوجل نيوز
البحر المتوسط لإدارة المواقع الإخبارية الالكترونية