بتمويل قطري ومرور تركي.. بدء ضخ الغاز من أذربيجان إلى سوريا
أعلنت وزارة الطاقة السورية، اليوم السبت، عن بدء ضخ الغاز الطبيعي من أذربيجان إلى سوريا عبر الأراضي التركية، ضمن مشروع إقليمي ممول من دولة قطر، يهدف إلى دعم الشبكة الكهربائية في البلاد، وتحسين واقع التغذية في محطات التوليد، وعلى رأسها محطة حلب.
وقال وزير الطاقة السوري محمد البشير إن الخط الجديد سيمكن من توريد 6 ملايين متر مكعب من الغاز يومياً، حيث بدأت المرحلة الأولى بضخ 3.4 ملايين متر مكعب يومياً، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة "تشكل تحولًا إستراتيجيًا في مسار تعزيز أمن الطاقة في سوريا، ودعم جهود الاستقرار الاقتصادي والمعيشي".
كما توجه بالشكر إلى دولة قطر وأذربيجان وتركيا على ما وصفه بالمواقف "الأخوية الداعمة"، مؤكدًا أن المشروع يعزز فرص عودة المهجرين إلى مناطقهم نتيجة تحسن الخدمات الأساسية.
وفي السياق ذاته، قال المدير العام لشركة الغاز السورية يوسف اليوسف إن الكميات الواردة يومياً ستُنتج نحو 900 ميغاواط من الكهرباء، ما سيرفع ساعات تشغيل الكهرباء إلى 10 ساعات يومياً في مختلف المناطق.
وأقيم حفل رسمي بمناسبة تدشين خط الغاز في ولاية كيليس التركية، بحضور وزراء الطاقة في كل من تركيا وسوريا وأذربيجان، بالإضافة إلى رئيس صندوق قطر للتنمية فهد حمد السليطي، الذي أعلن عن انطلاق المرحلة الثانية من مشروع دعم الطاقة الكهربائية في سوريا بقدرة استيعابية تصل إلى 800 ميغاواط.
وكانت المرحلة الأولى من المشروع قد انطلقت في مارس/آذار الماضي بقدرة 400 ميغاواط، وساهمت بشكل واضح في استقرار الشبكة ودعم القطاع الصناعي السوري، بحسب بيان صادر عن السفارة القطرية في دمشق.
وأكد السليطي أن خطوط أنابيب الغاز داخل سوريا تم تأهيلها بالكامل لاستيعاب الكميات الجديدة، مشيرًا إلى أن الدعم القطري سيسهم في رفع عدد ساعات تشغيل الكهرباء بنسبة تصل إلى 40% يوميًا، بواقع 5 ساعات تشغيل يومية إضافية.
من جهته، صرح إلشاد نصيروف، نائب رئيس شركة "سوكار" الأذربيجانية، أن بلاده ستصدر 1.2 مليار متر مكعب سنوياً من الغاز إلى سوريا من حقل "شاه دنيز" في بحر قزوين، والذي تديره شركة "بي بي"، وذلك في إطار اتفاقات وُقّعت بين الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف ونظيره السوري أحمد الشرع في شهري أبريل ويوليو الماضيين.
ووفق ما أعلنته وزارة الطاقة التركية، فإن سقف الإمدادات قد يرتفع لاحقًا ليصل إلى ملياري متر مكعب سنويًا، ضمن خطط التوسعة المستقبلية للمشروع.
ويُعد هذا المشروع خطوة جديدة نحو تعزيز التعاون الإقليمي في مجال الطاقة، وإعادة إعمار البنية التحتية السورية بعد سنوات من الحرب والانهيار الاقتصادي.

