غرايبة يكتب: الاحتلال يقتل نفسه
حسام غرايبة
لاشك ان التجويع الممنهج الذي مارسه الاحتلال ضد اهلنا بغزة يعتبر جريمة حرب مكتملة الأركان.
ولمحاولة فهم إعلان الاحتلال بشكل مفاجيء عن هدنة إنسانية والسماح بإدخال المساعدات بل وقيامه بعملية إنزال جوي للمساعدات علينا ان نتذكر ان ذلك جاء بعد انسحاب ويتكوف من المفاوضات مع المقاومة وإعلانه ان المقاومة لاترغب بالوصول لاتفاق، ويمكن فهم ما يجري ضمن الإطار التالي:
١- لقد فشل الاحتلال فشلا ذريعا في تركيع الشعب الفلسطيني من خلال التجويع القذر الذي مارسه لايام وشهور طويلة، ولم يؤدي التجويع إلى ماكان يامل الاحتلال من ثورة شعبية ضد المقاومة.
٢- ان صمود الغزيين وإصرارهم على نقل معاناتهم عبر الصوت والصورة لكل العالم وتحميل الاحتلال كامل المسؤولية، قد أدى إلى فضح ممارسات الاحتلال، وأصبحت ممارساته عبئا اخلاقيا على أوروبا وأمريكا، وشهدت شعوب تلك المناطق تحركا متزايدا وباتت الرواية الفلسطينية في صعود مستمر وفي المقابل سقطت الرواية الصهيونية وبان عوارها وكذبها وظهرت وحشيتها ونازيتها.
٣- لم يعد التجويع مقبولا على المستوى العالمي، وقيام الاحتلال بفتح المعابر والسماح بدخول المساعدات اثناء التفاوض مع المقاومة سيعطي المقاومة أملا وقوة تفاوضية لذلك راينا انسحابا امريكياً مفاجئا وتحميلا للمقاومة مسؤولية ذلك.
٤- هنالك محاولة كبيرة لتجميل صورة الاحتلال بعد ان تكسرت صورته امام الرأي العام العالمي وباتت اسرائيل دولة منبوذة لدى معظم شعوب العالم.
٥- ويهدف الاحتلال كذلك لتجاوز المقاومة في عملية ادخال المساعدات، بهدف تفويت الفرصة على المقاومة وكانها حققت انجازا للشعب الفلسطيني في عملية كسر الحصار.
ويبقى السؤال كيف ننظر نحن إلى ذلك؟ هل نرفض ونسخف عملية دخول المساعدات ام نعظّم شأنها وكان الحرب انتهت؟
اي كمية من الطعام مهما صغرت اوكبرت تدخل قطاع غزة هي مهمة وضرورية لتثبيت اهلنا وإعانتهم على الصمود في وجه الاحتلال. لكن يتوجب علينا التركيز على وحشية الاحتلال وإجرامه وعمل الدراسات والتقارير الصحية التي تبين حجم الكارثة الإنسانية التي حلّت بقطاع غزة نتيجة وحشية وإجرام هذا العدو.
الاحتلال يقتل نفسه بغطرسته، والشعب الفلسطيني يشق طريق الحرية بصبره وثباته وإصراره، وأشد ساعات الليل ظلمة هي الساعات التي تسبق طلوع الفجر.
