دعم أردني ودولي لوقف إطلاق النار في السويداء
في ظل تصاعد التوترات في محافظة السويداء، دعت الرئاسة السورية، اليوم الجمعة، كافة الأطراف إلى ضبط النفس وتغليب صوت العقل، مؤكدةً أن الجهات المختصة تعمل على إرسال قوات لفض الاشتباك بالتوازي مع إجراءات سياسية لاحتواء الوضع.
التصعيد الميداني تزايد مع دخول مقاتلي العشائر إلى أحياء في مدينة السويداء بعد اشتباكات عنيفة مع عناصر مسلحة، وفق ما نقله مراسل "الجزيرة"، وسط تقارير عن انهيار مؤقت للتهدئة.
وأكدت الرئاسة في بيان رسمي أن "الهجوم على العائلات الآمنة والتعدي على كرامة الناس أمر مدان ومرفوض، ولن يُقبل تحت أي ذريعة"، محمّلة مجموعات خارجة عن القانون مسؤولية إشعال فتيل العنف عبر استخدام السلاح لفرض أمر واقع جديد.
وشدد البيان على أن الدولة "لا تقابل الفوضى بالفوضى، بل تحمي القانون بالقانون، وترد على التعدي بالعدالة"، في تأكيد على التزام الحكومة بالحلول المؤسسية.
وفي تطور مفاجئ، قال المبعوث الأميركي إلى سوريا، توم باراك، إن اتفاقاً جرى التوصل إليه بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس السوري أحمد الشرع، بدعم أميركي وتركي وأردني، لوقف إطلاق النار في السويداء.
ودعا باراك المكونات المجتمعية، من دروز وبدو وسنة، إلى "إلقاء السلاح والعمل على بناء هوية وطنية سورية جديدة"، في إشارة إلى الرغبة بإطلاق مسار مصالحة مجتمعية.
أكثر من 650 بين قتيل وجريح
أعلنت وزارة الصحة السورية مقتل 260 شخصاً وإصابة 1698 آخرين منذ اندلاع الاشتباكات، مؤكدة استمرار تفعيل خطط الطوارئ وتقديم خدمات الإسعاف من خلال 57 سيارة، نقلت 1022 حالة إلى مستشفيات خارج المحافظة.
كما أفاد وزير الطوارئ السوري، رائد الصالح، أن "أكثر من 650 شخصاً سقطوا بين قتيل وجريح منذ صباح الخميس، وتم إخلاء مئات العائلات إلى مناطق آمنة".
وأشارت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إلى مقتل 321 مدنياً وسقوط 436 جريحاً منذ بداية النزاع.
وفي الوقت الذي نفت فيه وزارة الداخلية السورية دخول قواتها إلى السويداء، أكد مصدر أمني أن تجهيزات جارية لإرسال وحدات شرطة إلى المحافظة لحفظ الأمن بعد تصاعد مناشدات الأهالي.
وتشهد المحافظة، بحسب مصادر ميدانية، اشتباكات مستمرة من الجهتين الشمالية والشمالية الغربية للسويداء، بعد أن شنت قوات من العشائر هجوماً مضاداً على خلفية ما وصفوه بانتهاكات بحق أبناء البدو، شملت إعدامات ميدانية وحرق منازل.
وفي المقابل، أكدت فصائل درزية محلية تصديها لهجمات مسلحة من العشائر، متهمةً الحكومة بـ"التخاذل والتسهيل"، ما زاد من حدة الاتهامات والانقسامات.
الطائرات الإسرائيلية تدخل المشهد
في تصعيد خطير، شنت طائرات مسيرة إسرائيلية، الجمعة، غارات استهدفت مواقع داخل محافظة السويداء، بالتزامن مع توغل مقاتلي العشائر.
وأعلنت تل أبيب أنها لن تسمح بأي اعتداء على الطائفة الدرزية، كاشفة عن إرسال مساعدات غذائية وطبية إلى دروز السويداء، في خطوة تحمل دلالات سياسية وعسكرية.

