"72 فريقًا أُبيدوا".. رياضة فلسطين تُستهدف بصمت الفيفا القاتل
في صدمة رياضية وإنسانية غير مسبوقة، يتواصل استهداف الرياضيين الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية ضمن آلة الحرب الإسرائيلية المستمرة، حيث بلغ عدد الشهداء من الأسرة الرياضية ما يعادل تشكيل 72 فريق كرة قدم، وسط صمت مطبق من الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا).
وحسب معطيات اللجنة الأولمبية الفلسطينية، فإن عدد شهداء القطاع الرياضي الفلسطيني منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 وحتى منتصف يوليو الجاري تجاوز 800 شهيد، بينهم 418 من منتسبي اتحاد كرة القدم، و243 من اللجنة الأولمبية، و117 من الكشافة، إضافة إلى أكثر من 30 جريحًا و26 معتقلًا.
وفي تصريحات خاصة، أكد الأمين العام المساعد للجنة الأولمبية الفلسطينية محمد العمصي، أن 27 رياضيًا استشهدوا منذ بداية يوليو فقط، بمعدل يقارب شهيدين يوميًا، مما يعكس حجم الاستهداف المنهجي للرياضيين.
بنية رياضية تحوّلت إلى أنقاض
لم يكن الإنسان وحده المستهدف، بل إن البنية التحتية الرياضية في غزة تعرّضت لدمار واسع. وتشير الأرقام إلى أن 286 منشأة رياضية طالها التدمير الكلي أو الجزئي، منها 146 تتبع اتحاد كرة القدم، بينها 133 في غزة و13 في الضفة، إضافة إلى 135 منشأة تابعة للجنة الأولمبية، و5 منشآت للكشافة.
وشملت المنشآت المدمرة 40 ملعبًا خماسيًا، و23 ملعبًا محليًا، و12 ملعبًا دوليًا، و35 صالة رياضية، و58 مقرًا إداريًا، و15 ملعب كرة سلة، و9 أندية فروسية، و48 صالة كمال أجسام.
الفيفا.. صمتٌ يوازي الجريمة
رغم كل هذه الأرقام والمجازر، لم يصدر عن الفيفا أي تعليق أو إجراء، ما دفع اللجنة الأولمبية الفلسطينية إلى إصدار بيان شديد اللهجة، جاء فيه: "تم قصف الملاعب، وتحويل مراكز التدريب إلى أنقاض، ومحو مجتمعات رياضية بالكامل، ومع ذلك، يلتزم الفيفا الصمت... هذه ليست مجرد فضيحة أخلاقية، بل انتهاك لكل ما تمثله الرياضة".
ولفت البيان إلى أن بعض اللاعبين الإسرائيليين، المسجلين في أندية تتبع للفيفا، يشاركون فعليًا في الحرب، بل وينشرون صورًا مسلحة من ساحات القتال، من بينها صورة "مرعبة" على قناة نادي بيتار القدس تُظهر لاعبًا وجنديًا يضعان أقدامهما على جمجمة فلسطيني.
ورغم ذلك، لم يتم تعليق عضوية أي لاعب أو نادٍ أو حتى الاتحاد الإسرائيلي، دون تحقيق أو حتى طرح أسئلة.
ازدواجية المعايير الرياضية
وفي سياق متصل، أشار الإعلامي الرياضي بدر مكي إلى أن "القرار داخل الفيفا ليس فنيًا أو محايدًا، بل مرتهن لضغوط اللوبيات الأوروبية، التي جعلت من السهل معاقبة روسيا، بينما تُمنع فلسطين من أبسط حقوقها الرياضية".
وشدّد مكي على أن الفيفا اليوم أمام خيارين لا ثالث لهما: "إما الاستمرار في حماية صورة المتورطين في الحرب، أو الوقوف أخيرًا إلى جانب العدالة، ومع المئات من الرياضيين الذين لن يتمكنوا من اللعب مجددًا".
نجوم في مرمى النيران
الصحفي الرياضي من غزة ياسر يوسف وثّق سقوط عدد من أبرز نجوم الرياضة الفلسطينية، آخرهم أحمد أبو دحروج لاعب نادي أهلي النصيرات واتحاد الزوايدة، الذي استشهد في 13 يوليو، ومصطفى قنيطة قائد مجموعة كشافة الياسر، وعيد سلمان يونس عضو إدارة نادي أهلي النصيرات، وهادي حلاوة لاعب نادي المصدر والأقصى، الذين ارتقوا جميعًا خلال أيام قليلة من الشهر الجاري.
كما استشهد الكابتن أحمد المفتي، أحد أبرز لاعبي المنتخب الوطني في الكرة الطائرة، خلال انتظار المساعدات شرق مخيم النصيرات، يوم 19 يونيو/حزيران الماضي.

