دعم أردني ودولي يساند سوريا في إخماد حرائق اللاذقية
تواصلت جهود فرق الإطفاء السورية مدعومة بطائرات ودعم لوجستي من دول مجاورة للسيطرة على حرائق غابات هائلة اجتاحت ريف اللاذقية منذ الثالث من تموز، وسط مؤشرات على انحسار النيران في معظم المناطق، باستثناء نقطتين حرجتين في جبل التركمان.
وأعلنت الحكومة السورية، اليوم الخميس، تحقيق سيطرة شبه كاملة على أغلب مواقع الحرائق، حيث بدأت فرق الإطفاء والدفاع المدني عمليات التبريد منذ ساعات الفجر، في حين ما تزال نقطتان مشتعلتان قيد المتابعة الدقيقة، إحداهما تقع في وادٍ يصعب الوصول إليه، والأخرى في منطقة مزروعة بالألغام.
وقال وزير الطوارئ وإدارة الكوارث، رائد الصالح، لوكالة "سانا" إن فرق الدفاع المدني تواجه صعوبات كبيرة بفعل التضاريس الوعرة والرياح المتقلبة، مشيراً إلى إصابة أحد العناصر إصابة خطيرة بعد محاصرة النيران له، فيما تواصل باقي الفرق مهامها بكامل الجاهزية.
نقاط ساخنة في جبل التركمان وجهود تبريد واسعة
لا تزال النيران مشتعلة في محيط قرى جبل التركمان شمالي اللاذقية، ومنها: قسطل معاف، قنطرة، بيت ملق، مورطلو، والفرنلق.
وتعمل الفرق على فتح طرق جديدة لإيصال المعدات والفرق إلى المناطق المتضررة، وفق ما أكده مدير الدفاع المدني في الساحل عبد الكافي كيال، الذي أشار إلى قرب إتمام السيطرة والبدء بعمليات تبريد شاملة.
دعم إقليمي ودولي يعزز فاعلية الاستجابة
وساهمت طائرات ومعدات من الأردن وتركيا ولبنان في تسريع وتيرة الإطفاء، بالتعاون مع وزارة الدفاع السورية، إضافة إلى تنسيق جاري مع دول أوروبية والعراق لتفعيل دعم جوي إضافي إذا لزم الأمر.
من جهتها، أكدت الأمم المتحدة عبر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أن منظماتها، ومنها "اليونيسف" وصندوق الأمم المتحدة للسكان، أطلقت فرقًا طبية ونفسية متنقلة لتقديم الخدمات للأطفال والأسر المتضررة، مع تحذيرات من تفاقم الأزمة الإنسانية.
آلاف الهكتارات التهمتها النيران ونزوح واسع
ومنذ اندلاع الحرائق مطلع تموز، التهمت النيران آلاف الهكتارات من الغابات، وشردت نحو 5 آلاف شخص من أكثر من 60 قرية، بحسب تقرير صادر عن الهلال الأحمر العربي السوري، الذي حذّر من تحديات لوجستية كبيرة تعيق الوصول إلى المناطق المتضررة.
ووثق التقرير امتداد رقعة الحرائق إلى أطراف محافظات طرطوس وحماة وإدلب، وسط مطالبات عاجلة بتوفير الدعم الفني والمادي لتوسيع قدرات الاستجابة الطارئة.
في ظل الأضرار البيئية والإنسانية الواسعة، دعت منظمات سورية ودولية إلى إطلاق خطة إنعاش بيئي ومجتمعي طويلة الأمد تشمل: إعادة التشجير، إزالة الألغام، وتعزيز الوعي المجتمعي بالوقاية من حرائق الغابات.
وتبقى آمال السوريين معلقة على استكمال عمليات السيطرة، والبدء بمرحلة تقييم الأضرار ووضع خارطة طريق للتعافي من واحدة من أسوأ الكوارث البيئية في تاريخ الساحل السوري الحديث.

