مواليد 1990 أكثر عرضة للإصابة بسرطانات الجهاز الهضمي.. إليك السبب
كشفت دراسة طبية حديثة عن ارتفاع مقلق في معدلات الإصابة بسرطانات الجهاز الهضمي المبكرة، لا سيما بين فئة الشباب دون سن الـ50، لتتحول هذه السرطانات إلى تهديد صحي عالمي يتزايد في صمت، حتى في الدول ذات الأنظمة الصحية المتقدمة.
وبحسب الدراسة، التي أجراها باحثون من معهد دانا فاربر للسرطان في الولايات المتحدة، وشُرعت نتائجها للنشر في مجلة BJS التابعة لجامعة أكسفورد في 8 يوليو/تموز الجاري، فقد شهد سرطان القولون والمستقيم – وهو الأكثر شيوعاً بين سرطانات الجهاز الهضمي – زيادات حادة في العقود الأخيرة، خصوصاً في الدول ذات الدخل المرتفع.
في الولايات المتحدة، تضاعف عدد الحالات بين مواليد عام 1990 مقارنة بمواليد 1950، إذ ارتفع معدل الإصابة بسرطان القولون المبكر من 5.9 حالات لكل 100 ألف شخص عام 2000 إلى 8.4 حالات عام 2017، فيما وصلت الزيادة بين الفئة العمرية 15–19 عاماً إلى 333%، وفقًا لتحليل صادر عن مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC).
وتعتبر هذه الأرقام مقلقة بالنظر إلى أن سرطان القولون والمستقيم المبكر أصبح اليوم السبب الأول للوفيات السرطانية بين الرجال تحت سن الخمسين، والثاني بين النساء من نفس الفئة في الولايات المتحدة.
تشخيص متأخر ومعاناة مضاعفة
أشارت الدراسة إلى أن مرضى السرطان في الأعمار الصغيرة يواجهون تأخرًا في التشخيص، بسبب عدم الاشتباه المبكر في وجود الورم، سواء من قبل الأطباء أو المرضى أنفسهم، نظراً لارتباط السرطان تقليديًا بالفئات العمرية المتقدمة.
وأضاف الباحثون أن المرضى الشباب غالباً ما يخضعون لعلاجات أكثر قسوة دون فائدة واضحة في معدلات النجاة، مع معاناة أكبر في الجوانب المالية والاجتماعية والنفسية، منها القلق والتأثيرات على الإنجاب وضعف الأداء الجنسي.
عوامل الخطر: السمنة ونمط الحياة
تربط الدراسة ارتفاع معدلات الإصابة بعوامل متزايدة الحضور في حياة الأجيال الشابة، مثل:
السمنة، لا سيما في مراحل الطفولة والمراهقة
النظام الغذائي الغربي الغني بالدهون والسكريات
مرض الكبد الدهني غير الكحولي
التدخين وشرب الكحول
وأظهرت دراسة سابقة عام 2019 أن النساء اللاتي يمتلكن مؤشر كتلة جسم (BMI) يفوق 30، عرضة للإصابة بسرطان القولون المبكر بمعدل الضعف مقارنة بغيرهن.
وأكدت الباحثة الرئيسية في الدراسة، الدكتورة سارة تشار، على ضرورة تسريع وتيرة الأبحاث لفهم بيولوجيا هذه السرطانات المبكرة، وتطوير برامج فحص واستراتيجيات وقائية أكثر فعالية، مضيفة:
"ارتفاع الإصابة بين البالغين دون الـ50 أصبح ظاهرة عالمية، وعلى المجتمع الطبي أن يتعامل معها كأولوية ملحة."

