كيف هز كمين بيت حانون إسرائيل أمام أمريكا؟

{title}
أخبار الأردن -

 

قال الباحث والمحلل السياسي من غزة، وسام عفيفة أنّ كمين بيت حانون تردّد صداه في العاصمة القطرية الدوحة، حيث تُعقد جولات مفاوضات غير مباشرة بين حركة حماس وإسرائيل برعاية الوسطاء، لتضيف مزيدًا من التعقيد والتوتر على طاولة التفاوض.

وأوضح أن الكمين دفع ملفّ العمليات الميدانية إلى قلب النقاش السياسي، وأدخل اسم البلدة كعنوان جديد ضمن أوراق الضغط التي تمتلكها المقاومة، مؤكدًا أنّ قرارها في الميدان قادر على أن يغيّر موازين التفاوض، ويُفشل أي صيغة حلول لا تستجيب لمطالبها الجوهرية.

أما في تل أبيب وواشنطن، فقد ألقى صدى العملية بظلال ثقيلة على الأجواء السياسية، إذ تزامنت مع زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى العاصمة الأمريكية، حيث كان يُروّج لسردية "النصر القريب" مقابل المزيد من الوقت والدعم العسكري والسياسي، إلا أن التفاصيل التي تسرّبت حول العملية – من حيث حجم الخسائر ونوعيتها – هزّت هذه السردية، وأظهرت أن المقاومة لا تزال تحتفظ بزمام المبادرة، لتُعيد الشكوك داخليًا وخارجيًا بشأن واقعية الحديث عن "حسم وشيك" في غزة، وفقًا لما قاله عفيفة.

ونوّه إلى أن العملية عمّقت داخل القيادة الإسرائيلية نفسها، فجوة الخلاف بين المستوى السياسي والمؤسسة العسكرية، إذ سارعت أصوات من داخل الحكومة لإلقاء اللوم على الجيش في تأخر الحسم، بينما يرى قادة المؤسسة العسكرية أنّهم يُقادون إلى حرب مفتوحة بلا رؤية سياسية واضحة أو غطاء كافٍ يحميهم من الانتقادات.

وذكر أن هذه الخلافات تسلّط الضوء على أزمة أعمق تتمثل في عجز الحكومة عن ترجمة تفوقها العسكري إلى مكاسب استراتيجية حقيقية على الأرض.

وأردف عفيفة أن رسالة بيت حانون، تتجاوز حدود الموقع الذي شهد التفجير والهجوم، لتقول بوضوح إن المسار التفاوضي لا ينفصل عن مسار الميدان، وأنّ المقاومة تملك القدرة على إعادة رسم المشهد متى شاءت، بما يفرض وقائع جديدة على أي طاولة مفاوضات، ويربك الحسابات الإسرائيلية والأمريكية على السواء.

واختتم حديثه بالإشارة إلى أن غزة تثبت مجددًا أنّها حاضرة في قلب المعادلة، وتقرأ ملامح السياسة بالنار، وتكتب سطور التفاوض بالمفاجآت الميدانية، لتبقى رسالتها الأوضح هي أنه لا حسم بلا كلفة، ولا تسوية بلا مقاومة.

تابعونا على جوجل نيوز
البحر المتوسط لإدارة المواقع الإخبارية الالكترونية