لماذا يقترح ترامب مجددا ما يعرف مسبقا أنه غير قابل للحل؟... الرواشدة يجيب "أخبار الأردن"

{title}
أخبار الأردن -

 

تساءل مؤسس مجلة "المراسل" للصحافة البحثية من واشنطن، الصحفي عماد الرواشدة، عن دوافع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب طرح مقترح سياسي يدرك مسبقًا استحالته.

وأوضح في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية أن المبادرة الأمريكية الأخيرة تخلو من أي عناصر جوهرية جديدة يمكن أن تفتح أفقًا حقيقيًا للحل، ما يضع علامات استفهام حول توقيتها ومغزاها.

وبيّن الرواشدة أن اللافت في المشهد ليس المقترح بحد ذاته، وإنما حالة التفاؤل التي أبدتها أطراف إسرائيلية رسمية، على الرغم من أن المبادرة لا تختلف مضمونًا عن سابقاتها، مضيفًا أن هذا التفاؤل لا يعكس قناعة إسرائيلية بمحتوى المبادرة، بقدر ما يرتبط بجوهر الضغط الأمريكي الذي رافق الطرح، وهو ضغطٌ لا يُفصح عنه علنًا، وإنما يجري تداوله ضمن قنوات مغلقة بين واشنطن وتل أبيب.

ونوّه إلى أن نمط إدارة ترامب لطروحاته السياسية سبق أن اتّسم بالجمع بين العرض والضغط، إذ تترافق مبادراته غالبًا مع تهديدات مباشرة أو مبطّنة، تجعل من "المقترح" مجرد غلاف دبلوماسي لرسالة قوة يُراد توصيلها. 
وهذا النمط، بحسب الرواشدة، ليس سوى تمهيد لخطوات أمريكية أكثر حدّة يُراد تبريرها أمام الرأي العام العالمي على أنها جاءت بعد محاولات "متوازنة" رفضتها الأطراف الأخرى.

واختتم الرواشدة حديثه بالإشارة إلى أن ما يجري لا يندرج في إطار تسوية سياسية حقيقية، فهو يمثل عملية "تسويغ" لما هو قادم، معتبرًا أن التفاؤل الإسرائيلي ليس نتاجًا لثقة بمبادرة السلام، بقدر ما يعد ناتجًا عن يقين بما قد تحمله المرحلة المقبلة من تحولات استراتيجية تصبّ في مصلحتها.

تابعونا على جوجل نيوز
البحر المتوسط لإدارة المواقع الإخبارية الالكترونية