الطاقة والمياه تقرّبان المسافات بين عمّان ودمشق
شهدت العاصمة الأردنية عمّان اجتماعات موسعة بين مسؤولين أردنيين وسوريين بهدف تعزيز التعاون الثنائي في قطاعي الطاقة والمياه، في خطوة وصفها الجانبان بأنها تمهّد لانطلاقة جديدة في العلاقات المشتركة بعد سنوات من الجمود.
وأكد وزير الطاقة والثروة المعدنية الدكتور صالح الخرابشة، خلال إيجاز صحفي مشترك مع نظيره السوري المهندس محمد البشير، أن المباحثات تناولت عدة ملفات استراتيجية، على رأسها تزويد سوريا بالغاز الطبيعي لتوليد الكهرباء، وهو تعاون مستمر منذ سنوات وسيتم توسيعه خلال المرحلة المقبلة.
وأشار الخرابشة إلى بحث إمكانية تفعيل تعاون ثلاثي يضم الأردن وقطر ومصر في مجالات الطاقة، بالإضافة إلى مشروع التبادل الكهربائي بين عمّان ودمشق، إذ يجري العمل على إعادة تأهيل خط الربط القائم من الجانب السوري بدعم من البنك الدولي.
وأوضح الوزير أن التواصل جارٍ مع الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي لتمويل دراسة فنية في هذا الإطار، لافتًا إلى الاتفاق على تشكيل فريق فني مشترك لمتابعة الملف.
وشملت الاجتماعات ملفات متعددة منها تسويق المشتقات النفطية وتوزيع الكهرباء واستثمار البنية التحتية الأردنية المتطورة في مجالات التخزين والمراقبة، عبر شركات حكومية مثل "اللوجستية للمراقبة النفطية" و"مصفاة البترول الأردنية".
كما شدد الخرابشة على التزام الأردن، وبتوجيهات من جلالة الملك عبدالله الثاني، بوضع خبراته الفنية واللوجستية في خدمة الأشقاء السوريين، لاسيما في مجال الطاقة المتجددة، حيث ستُعقد لقاءات بين شركات القطاع الخاص في البلدين لبحث فرص الاستثمار ونقل الخبرات.
من جانبه، قال وزير المياه والري المهندس رائد أبو السعود إن التعاون في ملف المياه عاد إلى الواجهة مجددًا، مشيرًا إلى تفاهم مبدئي لعقد اجتماع اللجنة الفنية الأردنية السورية في 8 تموز الجاري لمناقشة ملفات نهر اليرموك والحصص المائية.
وسلّم أبو السعود نظيره السوري رسالة رسمية تتعلق باتفاقية "3/9/7/8"، مؤكدًا أهمية مراجعة بعض البنود في ضوء مقترحات التعديل المقدّمة عام 2021، كما أشاد بالخطوة السورية المتمثلة بحفر آبار جديدة في منطقة الضارة الجنوبية، ما ساهم في تخفيف الضغط على المياه الجوفية في شمال الأردن.
وأكد الوزير أن الملف المائي سيشهد حوارات معمقة في الاجتماعات المقبلة، خاصة فيما يتعلق بحوض الزيدي ونهر الأردن وحوض الرمثا، وسط وعي سوري واضح بتعقيدات هذه الملفات.
من جهته، لفت وزير الطاقة السوري المهندس محمد البشير إلى تقديم البنك الدولي منحة لدعم تأهيل خط الربط الكهربائي، بالإضافة إلى الاتفاق على زيادة كميات الغاز الأردني الموردة لسوريا. وأوضح أنه تم تشكيل لجان فنية مشتركة لمتابعة ملفات المياه والطاقة، بما فيها اتفاقية حوض اليرموك.
وأشار البشير إلى لقاءات مكثفة عقدت مع شركات الطاقة الأردنية لاستكشاف آفاق التعاون، إلى جانب جلسات منفصلة مع مستثمرين أردنيين مهتمين بالدخول إلى السوق السوري، في ظل تنسيق متنامٍ بين عمّان ودمشق في مختلف المجالات.
وفي ختام اللقاء، شدد الوزراء على أهمية البناء على هذه المباحثات لتأسيس شراكة طويلة الأمد تقوم على المصالح المتبادلة وتبادل الخبرات، مع التأكيد على استمرار التنسيق في الملفات ذات الأولوية بين البلدين الشقيقين.

