كيف توظّف إسرائيل نوافذ الدبلوماسية لفرض شروطها؟... السبايلة يوضح لـ"أخبار الأردن"

{title}
أخبار الأردن -

 

قال خبير الشأن الاستراتيجي الدكتور عامر السبايلة إن الأصوات الداعية إلى إفساح المجال أمام مسارات الحلول الدبلوماسية، تقابل بتصعيد إسرائيلي مدروس ومكثَّف، يُعبّر في جوهره عن استراتيجية إسرائيلية راسخة تهدف إلى استثمار اللحظة السياسية والميدانية لفرض معادلات جديدة على الأرض.

وأوضح في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية أن هناك إيمانًا إسرائيليًا عميقًا بأنّ تحقيق أكبر قدر ممكن من الإنجازات خلال الفترة القصيرة القادمة يشكّل الركيزة الأهم لترسيخ شروطها المسبقة على أي عملية تفاوضية لاحقة.

وبيّن السبايلة أن مسألة نزع سلاح حركة حماس تتصدّر المشهد كهدف استراتيجي غير قابل للتفاوض، باعتباره الشرط المركزي لإعادة صياغة المشهد الأمني والسياسي في قطاع غزة بما يتوافق مع المحدّدات الإسرائيلية الصارمة، مضيفًا أن إسرائيل، من خلال هذا التصعيد المحسوب، تسعى إلى انتزاع مكاسب مباشرة، سواء أكان ذلك في الميدان، أو حتى على طاولة السياسة الدولية، إذ تدرك تمامًا أنّ لغة القوة على الأرض تفرض سطوتها على أي خطاب دبلوماسي محتمل.

ونوّه إلى أن المساحة الضيقة المتروكة للدبلوماسية لا تُستثمر في تهدئة حقيقية أو حوار جاد بقدر ما تُستغلّ – وفق المنظور الإسرائيلي – كنافذة زمنية لتعظيم استخدام أدوات القوة العسكرية، بما يمهّد الطريق أمام فرض الرؤية الإسرائيلية بوصفها الحل الأوحد المقبول.

ورجّح السبايلة أن تُبقي إسرائيل على هذا النهج التصعيدي المكثَّف حتى تبلغ نقطة توازن جديدة تتيح لها فرض نزع سلاح حركة حماس كأمر واقع، الأمر الذي يمهد الطريق أمامها لاستعادة ما تبقى لديها من رهائن، وبذلك تُكرّس نتائج ميدانية قابلة للترجمة السياسية في أي مسار تفاوضي مستقبلي.

وذكر أنّ هذا المسار لا يُعبّر عن انفعال ظرفي بقدر ما يعكس رؤية استراتيجية متكاملة ترى أنّ الدبلوماسية الناجحة – من المنظور الإسرائيلي – لا تُبنى إلا على قاعدة تفوّق ميداني محسوم، يُرغم الأطراف الأخرى على القبول بالشروط الإسرائيلية بوصفها مرجعية نهائية لأي اتفاق محتمل.

تابعونا على جوجل نيوز
البحر المتوسط لإدارة المواقع الإخبارية الالكترونية