الرفايعة: جولات أخرى قادمة

{title}
أخبار الأردن -

 

رأى المحلل السياسي الأردني باسل الرفايعة أن الضربات الأخيرة المتبادلة بين إيران والولايات المتحدة اتخذت طابعًا رمزيًا أكثر من كونها مواجهة عسكرية مباشرة، مؤكدًا أن الطرفين اكتفيا بتبادل الرسائل دون تسجيل خسائر استراتيجية حقيقية.

وفي منشور له عبر مواقع التواصل الاجتماعي، اعتبر الرفايعة أن "الصواريخ الإيرانية على قاعدة العديد في قطر تساوي القنابل الأميركية على منشأة فوردو النووية الإيرانية"، مضيفًا أن كلا الطرفين تبادلا البلاغات ولم تقع خسائر.

ووصف الضربة الأميركية بأنها "رمزية على رأس المشروع النووي الإيراني لحكّ جرب نتنياهو قليلًا"، بينما جاءت الضربة الإيرانية كرد اعتبار "من أجل كبرياء المعركة"، على حد وصفه، باستهداف أكبر قاعدة أميركية في المنطقة.

وأكد الرفايعة أن جولة التصعيد هذه انتهت عند هذا الحد، مستشهدًا بتصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي شكر إيران وقطر، وهنأ العالم على "السلام"، في مؤشر واضح على عدم وجود نية أميركية لمواصلة التصعيد.

وتابع: " البطل الأميركي وجدَ المخرج لهذه الجولة من الحرب. إضعاف المشروع النووي الإيراني، دون القضاء عليه، وإخراج إسرائيل من جحيم الصواريخ الباليستية..! إلى جولة أخرى..!".

وأكد أن "الصواريخ الباليستية تُسيطر على الفضاء الإسرائيلي من شماله إلى جنوبه. قتلى وجرحى ومفقودون ومحاصرون وانهيارات، في سلسلة هجمات قوية ومؤثرة، قبل حلول "توقيت ترامب" لوقف إطلاق النار..!. الدفاع الجوي الأميركي والإسرائيلي لم يرفع القبة الحديدية بما يكفي لحماية رؤوس الشر. والصواريخ ترفع الحرج عن اندفاعها المدروس والحذِر  إلى قاعدة "العُديد"..!... إسرائيل قاعدة القواعد الأميركية، والمشروع الباليستي ناجز ورادع. لا تحتاج إيران قنبلةً نووية..!".

إيران أمام خيار غزة

وفي منشور آخر، قال الرفايعة إن إيران، إذا رغبت بالفعل في احتواء التصعيد وفق الرغبة الأميركية والإسرائيلية، فعليها أن تمنح الأولوية القصوى لوقف الإبادة المتواصلة في قطاع غزة، مشيرًا إلى أن ذلك سيمنحها "نصرا سياسيا" يعزز موقعها الإقليمي بعد تجاوز أخطر السيناريوهات.

وأكد أن بقاء الاشتباك مع إسرائيل لأيام معدودة فقط قد يكون كافيًا لردع أهداف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مؤقتًا، دون أن تتحمل إيران أعباء استراتيجية كبيرة، خاصة أن استخدام الصواريخ الباليستية لا يكلّفها كما تفعل الأسلحة النووية مع خصومها.

وأضاف أن طهران استفادت من موجة التضامن العالمي الواسع مع غزة، والغضب الشعبي تجاه العدوان الإسرائيلي، وهو ما يجعل من الذكاء، بحسب تعبيره، أن تستخدم هذا الملف كورقة تفاوض في أي محادثات إقليمية أو دولية، سواء لتعزيز مكانتها، أو دعم حلفائها في فصائل المقاومة في فلسطين ولبنان والعراق واليمن.

وشدد الرفايعة على أن حضور ملف غزة بقوة ضمن حسابات التهدئة والتحرك الدبلوماسي الإيراني، سيحول دون تبديد هذا الزخم الشعبي والدولي، وربما يمنح طهران تفوقًا معنويًا يتجاوز حدود الرد العسكري، ليعيد رسم معادلات الردع والتوازن في المنطقة.

تابعونا على جوجل نيوز
البحر المتوسط لإدارة المواقع الإخبارية الالكترونية