خبير عسكري: هذه دلالات التدخل الأميركي الوشيك
قال الخبير العسكري والاستراتيجي نضال أبو زيد، إن الضربة الإيرانية التي استهدفت مواقع حساسة داخل الأراضي المحتلة صباح الخميس، تحمل دلالات واضحة تتعلق بتوقيت التنفيذ وطبيعة الأهداف، مشيرًا إلى أن القصف جاء في توقيت مدروس يتزامن مع خروج الإسرائيليين إلى أعمالهم، ما تسبب بحالة من الشلل التام والإرباك على مستوى الحركة والمرافق العامة في مختلف المدن.
وأضاف أبو زيد أن إيران حافظت في ردها على مبدأ "التدرج والتناسب" في الردود العسكرية، حيث جاء استهداف مستشفى "سوركا" الإسرائيلي ردًا مباشرًا على قصف الاحتلال لمستشفى الهلال الأحمر الإيراني يوم الأربعاء، إلى جانب استهداف منشآت أخرى تتناسب في الأهمية والحجم مع تلك التي طالتها الضربات داخل إيران، ما يعكس رغبة طهران في استعادة التوازن دون الذهاب إلى مواجهة شاملة.
وحذر أبو زيد من أن هذا التصعيد الإيراني قد يكون نقطة تحول تدفع الولايات المتحدة إلى التدخل المباشر، مرجحًا أن يصدر قرار الدخول في المواجهة من قبل الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال ساعات، وفي أبعد تقدير خلال 48 ساعة، خاصة بعد اكتمال مؤشرات الحشد العسكري والسياسي، مع ترقّب التقديرات النهائية من الأجهزة الاستخباراتية وغرف العمليات.
وأشار إلى أن المعطيات على الأرض تعزز هذا السيناريو، ومنها وصول حاملة الطائرات الأميركية "نيميتز"، ونشر القاذفات الاستراتيجية من طراز B-2 وB-52، بالإضافة إلى تحركات لوجستية تمثلت بسحب القوات الأميركية من قواعد في سوريا إلى قواعد أكثر تحصينًا في العراق، في وقت يُتوقع أن تلعب قاعدة "دييغو غارسيا" – التي تبعد نحو 5,000 كيلومتر عن إيران – دورًا رئيسيًا في إدارة العمليات الأميركية البريطانية الإسرائيلية المشتركة ضد طهران.
كما اعتبر أبو زيد أن احتمالات التدخل الأميركي ازدادت بعد فشل إسرائيل في حسم المواجهة خلال سبعة أيام متواصلة من القتال، وتكبدها خسائر كبيرة، وعدم قدرتها على تحييد القدرات الصاروخية الإيرانية أو وقف الهجمات التي تطال عمقها الاستراتيجي.
وختم بالقول إن التدخل الأميركي لن يكون مقتصرًا على توجيه ضربات لمنشآت نووية إيرانية، بل قد يتعداها إلى محاولة تغيير المشهد السياسي في إيران، ما لم تحدث تطورات مفاجئة تدفع الطرفين إلى طاولة التفاوض، حيث ستكون المفاوضات في هذه الحالة بمثابة "صك استسلام" إيراني.
