خبراء: سقوط إيران يعني استفراد إسرائيل في المنطقة

{title}
أخبار الأردن -

 

أكد خبراء ومحللون سياسيون أن التصعيد العسكري المتزايد بين إسرائيل وإيران لا يشير إلى نهاية وشيكة للأزمة، بل ينذر بمزيد من التوترات الإقليمية والدولية، وسط تحذيرات من تراجع الدور العربي وتنامي النفوذ الإسرائيلي.

وفي هذا السياق، قال أستاذ العلاقات الدولية، الدكتور وليد العويمر، إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب لا يُولي اهتمامًا حقيقيًا للرأي العام المحلي، حتى داخل قاعدته الانتخابية، وهو ما ينعكس بوضوح على تجاهله للتحركات الشعبية الرافضة لسياساته الخارجية.

وأوضح العويمر، لإذاعة حياة اف ام، أن النظام الإيراني يتمتع بتركيبة متجذرة في المجتمع الإيراني، ما يجعل إسقاطه أمرًا بالغ الصعوبة، بخلاف ما حدث مع أنظمة عربية خلال العقد الماضي.

وأضاف: "حتى اغتيال المرشد الأعلى لن يؤدي بالضرورة إلى سقوط النظام، في ظل وجود تفويض واسع لصلاحياته ضمن مؤسسات الدولة تحسّبًا لأي طارئ".

وفي ما يتعلق بالموقفين الروسي والصيني، وصف العويمر تصريحاتهما بأنها "خجولة"، لكنه رجّح أن تتجاوز هذه المواقف مرحلة التصريحات لتتحول إلى ضغط دولي على كل من واشنطن وتل أبيب.

وأشار إلى أن الصين، على وجه الخصوص، تتعامل ببراغماتية عالية، وتحكمها مصالحها الاقتصادية الواسعة في الشرق الأوسط.

وعن الأهداف الإسرائيلية في التصعيد، رأى العويمر أن مشروع "الشرق الأوسط الجديد" الذي تسعى إسرائيل لتحقيقه هو مشروع استراتيجي متوارث بين الأجيال، وأن تغييب إيران عن المشهد سيمنح تل أبيب فرصة لإعادة تشكيل المنطقة وفقًا لتصوراتها.

وشدد على أن إيران وتركيا تمثلان القوى الإقليمية الرئيسة التي تحسب لها إسرائيل ألف حساب، داعيًا الدول العربية إلى تبني موقف أكثر وضوحًا في دعم إيران ضد المشروع الإسرائيلي الأميركي، محذرًا من أن "غياب هذا الدعم سيجعل من إسرائيل القوة المُهيمنة على المنطقة".

من جهته، قال الكاتب والمحلل السياسي حازم عياد، إن الإدارة الأميركية بقيادة ترامب حسمت موقفها بشكل نهائي عبر دعم غير مشروط لإسرائيل في أي مواجهة مع إيران، خاصة بعد الضربات الصاروخية الأخيرة التي وضعت إسرائيل في موقف عسكري وأمني صعب.

وأضاف عياد، للإذاعة ذاتها، أن ترامب يستخدم أدوات الإعلام والضغط السياسي لدفع طهران إلى طاولة المفاوضات، لكنه أشار إلى أن الإيرانيين يدركون هذه التكتيكات جيدًا ولن يقعوا في فخ الانقسام داخل الإدارة الأميركية كما حدث سابقًا.

وأكد أن إسرائيل بلغت حدودها القصوى في التصعيد، في ظل تفاقم الوضع الداخلي، مشيرًا إلى تقارير تُقدّر أن نحو 1.5 مليون إسرائيلي غادروا الأراضي المحتلة مؤخرًا.

ولفت عياد إلى أن تحرك القطع البحرية والعسكرية الأميركية باتجاه الشرق الأوسط يعد مؤشرًا قويًا على اقتراب واشنطن من التدخل العسكري المباشر، مؤكدًا أن المنطقة تشهد تصعيدًا مستمرًا في ظل غياب الجهود الجادة للتهدئة.

وبخصوص الموقف الروسي، أوضح عياد أن التهديدات الروسية كانت "مبطنة"، لكنها تعكس استعداد موسكو لدعم طهران بشكل غير علني، وقد يتطور هذا الدعم لاحقًا إلى مستويات أكثر وضوحًا في حال واصلت إيران الصمود وامتصت تبعات الضربات الإسرائيلية، خصوصًا ما يتعلق باغتيال كبار القادة.

كما أشار إلى أن فشل إسرائيل في حسم المواجهة مع إيران قد يترك آثارًا عميقة على وحدة جبهتها الداخلية، وقد يعيد تفعيل الجبهتين اللبنانية والعراقية اللتين كان يُعتقد سابقًا أن طهران تخلت عنهما.

أما في ما يتعلق بالموقف العربي، فأعرب عياد عن أسفه لغياب الدور الفاعل للدول العربية منذ بداية الحرب على غزة في 7 أكتوبر، مرجعًا ذلك إلى حالة الانقسام العربي، التي منعت تشكل موقف استراتيجي قادر على التأثير في موازين القوى أو حماية المصالح العربية في الإقليم.

تابعونا على جوجل نيوز
البحر المتوسط لإدارة المواقع الإخبارية الالكترونية