الساعات القادمة حاسمة للمنطقة بأكملها

{title}
أخبار الأردن -

 

قال مدير برنامج الدراسات الإيرانية في مركز الدراسات الإقليمية الأستاذ الدكتور نبيل العتوم، إن المنطقة تدخل مرحلة حرجة من التوتر الاستراتيجي المعقّد، تتجاوز حدود المواجهات التقليدية لتبلغ مستويات من الصراع المركّب متعدد الأبعاد.

وأوضح في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية أن التصريحات الإيرانية الأخيرة حول وقف التفاوض مع الولايات المتحدة – بسبب دعمها لإسرائيل – تُعبّر عن تصعيد سياسي حاد قد يُفضي إلى شلل كامل في مسار المحادثات النووية، لا سيما مع تزايد حدة الضربات العسكرية المتبادلة، وتنامي التهديدات الإيرانية باستهداف القواعد الأمريكية وفرض حصار على مضيق هرمز.

وبيّن العتوم أن إيران تعتمد، في الوقت الراهن، استراتيجية مزدوجة تقوم على تصعيد الخطاب مع ضبط السلوك العسكري على الأرض، فقد خفّضت طهران وتيرة الهجمات الصاروخية ضد إسرائيل، تجنبًا لأي ردود واسعة النطاق قد تشمل استهدافًا مباشرًا للقيادة السياسية الإيرانية أو منشآت اقتصادية حيوية، مما قد يفتح باب الانفجار الداخلي.

في المقابل، رأى عتوم أن إسرائيل تعتبر اللحظة الحالية "فرصة تاريخية" لضرب مفاصل البرنامج الإيراني الثلاثي: النووي، والصاروخي، والفضائي، خاصة بعد تدمير أجزاء كبيرة من منظومة الدفاع الجوي الإيرانية، وانكشاف بنيتها الاستخباراتية والعسكرية.
وحذر من أن عمليات الاغتيال الدقيقة والمتتالية التي طالت قادة بارزين في الحرس الثوري، ومستشاري المرشد، وعلماء نوويين، تشير إلى اختراق استخباراتي إسرائيلي واسع النطاق داخل إيران، مترافق مع تقنيات متقدمة وهجمات كوماندوز محتملة تستهدف منشآت حساسة.

وعلى الصعيد الداخلي، أشار العتوم إلى أن تلك الضربات تضعف من هيبة النظام الإيراني وتثير غضبًا شعبيًا متصاعدًا، دفع السلطات إلى تقييد الإنترنت وتشديد الإجراءات الأمنية، خوفًا من اندلاع احتجاجات جديدة، لا سيما في المناطق الحدودية.

وفيما يتعلق بالمفاوضات النووية، نوّه إلى أن إسرائيل تسعى من خلال هذا التصعيد إلى فرض أجندتها السياسية على طاولة التفاوض، وإجبار إيران على تقديم تنازلات مؤلمة تحت الضغط العسكري والدبلوماسي، محذرًا من أن الولايات المتحدة قد تجد نفسها مضطرة إلى الانتقال من الدفاع إلى الهجوم في حال استمر هذا النمط من التصعيد.

واختتم العتوم حديثه بالإشارة إلى أن الساعات القادمة ستكون حاسمة، مع ترجيح استمرار الضربات الإسرائيلية واستهداف شخصيات قيادية إيرانية، والمنشآت النووية والصاروخية، في محاولة لإعادة تشكيل قواعد الاشتباك وإضعاف العمق الاستراتيجي الإيراني بالكامل.

تابعونا على جوجل نيوز
البحر المتوسط لإدارة المواقع الإخبارية الالكترونية