الحلبي تكتب : "التحالفات الرمادية: حين تُنسج السياسات على أنقاض الشعوب"

{title}
أخبار الأردن -

 

بقلم: (وعد الحلبي) 
في زوايا مغلقة لا تعرف الضوء، تُعقد اجتماعات لا يُسمح حتى للتاريخ بأن يُسجّلها اتفاقيات غير مُعلنة، مصالح متقاطعة، وصفقات تُبرم على جثث الأبرياء هناك، خلف جدران صامتة، يُرسم مستقبل شعوب بأقلام لا تعرف الرحمة
في إحدى الزوايا الأكثر توتراً على خريطة العالم، تجري لعبة توازن دموي، حيث تُسلَّح فصائل متناحرة، وتُدار حروب بالوكالة، بينما تُصدّر البيانات الرسمية على أنها “جهود دبلوماسية” و"مبادرات سلام"
لكن الحقيقة مغايرة تمامًا: هناك من يُشعل الحرائق ليبيع طفايات الحريق
ما يدعو للخوف هو أن هذه السياسات لا تُقاس بعدد القتلى، بل بعدد المنافذ البحرية التي تم السيطرة عليها، وحقول الغاز التي تم تأمينها، والأنظمة التي تم تطويعها أو إسقاطها
البقاء ليس للأقوى، بل للأذكى في الخداع، والأسرع في الطعن من الخلف
والمؤلم أكثر، أن الإعلام المُدار يروّج لأكاذيب تُغلف بالكلمات الرنانة: “استقرار”، “تنمية”  “دعم حلفاء”...
بينما الحقيقة أن المدن تُدمَّر، والهوية تُغتصب، والشعوب تُخيَّر بين الموت أو الهجرة، بين الذل أو الاختفاء
في هذا الزمن الرمادي، لم تعُد السيادة قيمة، بل ورقة تفاوض ولم تعُد المبادئ ميثاقًا، بل أداة ضغط إننا نعيش في عالم تُدار فيه السياسة كأنها مافيا كبرى، لا فرق فيه بين الجريمة والدبلوماسية، سوى في نوع العطر الذي يُرش على الياقات

تابعونا على جوجل نيوز
تصميم و تطوير