ما جديد والمخفي في استهداف روسيا من قبل أوكرانيا؟... الرداد يجيب "أخبار الأردن"

{title}
أخبار الأردن -

 

قال المحلل السياسي والخبير الاستراتيجي الدكتور عمر الرداد إن تصريحات الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي التي أشار فيها إلى أن الهجوم نُفذ بواسطة طائرات مسيّرة، وأن المنفذين غادروا روسيا، قد تنطوي على بعض جوانب التضخيم والتكتيك الإعلامي، لكنها، في مجملها، أقرب إلى التصديق من الرواية الروسية.

الرداد، في حديثه لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية، أوضح أن هذه الضربة، رغم بعدها الجغرافي الذي يصل إلى 4000 كم، ليست سابقة معزولة، فقد تمكنت أوكرانيا سابقًا من تنفيذ هجمات بطائرات مسيّرة وصلت إلى قلب موسكو، بل وهددت الكرملين نفسه.

وهذا، بحسبه، يسلط الضوء على الفجوة التكنولوجية والتكتيكية في قدرات الطائرات المسيرة بين الطرفين، حيث باتت أوكرانيا متفوقة بوضوح، رغم أن روسيا تعد في المرتبة الثانية عالميًا على مستوى القدرات العسكرية الشاملة، وفقًا لما صرّح به لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية.

وأشار الرداد إلى أن استيراد روسيا لطائرات مسيّرة من إيران، في ظل امتلاكها ترسانة نووية وجيشًا هائلًا، يعكس قصورًا جوهريًا في بنيتها العسكرية التكتيكية، لا سيما فيما يخص أدوات الردع الجوي غير التقليدية.

واعتبر أن الرسالة الأهم من هذا النوع من الضربات ليست الخسائر المادية بحد ذاتها، كعدد الطائرات المستهدفة، وإنما في الرمزية العميقة للاختراق، وما تحمله من دلالات على هشاشة الوضع الأمني الروسي، وعلى اختلال التوازن في الردع داخل العمق الروسي المفترض أنه "مُحَصّن".

وفي معرض تحليله لأبعاد استهداف المطارات العسكرية في خمس مناطق روسية متفرقة خلال ساعات، قال الرداد إن الضربة لا تندرج فقط ضمن إطار الردّ التكتيكي على الهجوم الروسي الواسع الذي شمل أكثر من 400 مسيّرة على أوكرانيا، بقدر ما تحمل رسائل استراتيجية متعددة، أهمها التأكيد أن كييف ما زالت تحتفظ بأدوات الفعل والردع، رغم كل ما تتعرض له من استنزاف عسكري وضغوط غربية متنامية.

ونبه إلى أن هذه الرسائل تتزامن مع تصاعد التوتر بين الناتو وأمريكا، وخاصة مع عودة نغمة التردد حول دعم أوكرانيا مع اقتراب الاستحقاقات الرئاسية الأمريكية، وعودة ترامب، الذي لطالما عبّر عن تحفظه تجاه استمرار التمويل العسكري لكييف.

ولم يغفل الرداد البعد التفاوضي للهجمات، إذ رأى أن التصعيد الميداني بين موسكو وكييف، عشية المفاوضات المرتقبة في إسطنبول، قد لا يكون فقط لغايات رفع سقف التفاوض، بل مؤشر حقيقي على هشاشة مسار الحل السياسي نفسه.

وأضاف: "الهجمات الروسية بالطائرات المسيّرة بالأمس تمثّل ضغطًا ميدانيًا وسياسيًا على كييف قبل التفاوض، فيما رد كييف اليوم بضرب العمق الروسي كان محاولة لتعديل ميزان القوة التفاوضي وإثبات أن أوكرانيا ليست في موقع المستسلم، بل الفاعل القادر".

وسلّط الرداد الضوء على المتغيرات التي طرأت على فلسفة الحرب، مشيرًا إلى أن أدوات الحرب الحديثة، من مسيّرات وصواريخ طويلة المدى، باتت تقلل من أهمية السيطرة الجغرافية التقليدية، مؤكدًا أن مفهوم "الاحتلال البري" يفقد قيمته في ظل قدرة الطرف الأضعف على اختراق العمق عبر الجو، وإعادة تشكيل معادلات الصراع.

تابعونا على جوجل نيوز
تصميم و تطوير