أبو زيد: الاحتلال مرتبك والمفاوضات تُجبره على الانعطاف
أكد الخبير العسكري والاستراتيجي نضال أبو زيد أن الخطاب الرسمي الإسرائيلي يعاني من حالة "ارتباك واضحة"، تعكس ما وصفه بـ"تخبط سياسي ناتج عن مفاوضات أحادية الجانب" أجرتها الولايات المتحدة مع المقاومة الفلسطينية، دون إشراك حكومة الاحتلال في تفاصيلها.
وقال أبو زيد إن هذه المفاوضات، التي أسفرت عن إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي الأميركي عيدان ألكسندر، كشفت بوضوح عن تصدع في الثقة بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والإدارة الأميركية برئاسة دونالد ترامب، مشيراً إلى أن "الملف بات يشهد تباعداً وصفه بـ'الطلاق البائن بينونة صغرى' بين الجانبين".
فشل الحسم العسكري
وأضاف أن الانحراف نحو الخيار الدبلوماسي جاء نتيجة قناعة لدى واشنطن بعدم جدوى استمرار العملية العسكرية في قطاع غزة، خاصة في ظل "فشل نتنياهو بتحقيق أي حسم عسكري حقيقي"، وهو ما جعل إدارة ترامب تعيد حساباتها لتجنب التورط في صراع مفتوح "يصعب التنبؤ بنتائجه".
ولفت أبو زيد إلى أن واشنطن باتت تدرك أن إعادة نتنياهو إلى دائرة التفاهم الأميركي يتطلب ضغطاً دبلوماسياً وليس دعماً ميدانياً مطلقاً، في إشارة إلى أن ملف غزة لم يعد خاضعاً بالكامل لإرادة حكومة الاحتلال، بل أصبح ساحة لتقاطع مصالح دولية تحكمها الحسابات السياسية.
تحول مرتقب قبل زيارة ترامب
وأشار أبو زيد إلى أن تاريخ 13 أيار الجاري، قبيل زيارة ترامب المرتقبة إلى المنطقة، قد يشهد تحولاً مفصلياً في مسار الحرب على غزة، عبر صيغة تفاوضية تؤدي إلى وقف العمليات العسكرية لصالح تسوية دبلوماسية.
وخلص إلى أن المقاومة الفلسطينية نجحت في تحقيق هدف استراتيجي يتمثل في إطلاق الأسرى عبر المفاوضات لا بالقوة العسكرية، وهو ما يمثل ضربة سياسية ومعنوية لحكومة الاحتلال التي فشلت في فرض شروطها على الميدان، وفق تعبيره.

