مكون غذائي يحميك من النوبة القلبية

لا تزال أمراض القلب والأوعية الدموية السبب الأول للوفاة عالميًا، وفي هذا السياق يبرز معدن السيلينيوم بوصفه عنصرًا غذائيًا يمكن أن يلعب دورًا وقائيًا في خفض خطر الإصابة بهذه الأمراض، وفقًا لتقرير نشره موقع "تايمز أوف إنديا".

ووفق دراسة واسعة اعتمدت على بيانات المسح الوطني للصحة والتغذية في الولايات المتحدة (NHANES) بين عامي 2003 و2018 وشملت أكثر من 39 ألف مشارك، فإن الحصول على السيلينيوم من خلال النظام الغذائي بكمية معتدلة يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بالنوبات القلبية واضطرابات القلب الأخرى، بشرط عدم تجاوز جرعة يومية تقارب 135 ميكروغرامًا، حيث تبدأ الفوائد بالتراجع وقد تنقلب إلى ضرر.

من أين نحصل على السيلينيوم؟

يحصل الجسم على ما يقرب من 80% من السيلينيوم الغذائي عند استهلاكه من مصادر طبيعية. وتشمل أبرز الأطعمة الغنية بهذا العنصر المفيد:

المكسرات البرازيلية (بكميات معتدلة)

بذور دوار الشمس

الحبوب الكاملة

البيض

الأسماك

وتؤكد نتائج الدراسة أن المصادر الغذائية الطبيعية للسيلينيوم تفوق مكملاته من حيث الفائدة والأمان.

كيف يحمي السيلينيوم القلب؟

السيلينيوم يلعب دورًا محوريًا في دعم جهاز المناعة ومقاومة الإجهاد التأكسدي، من خلال إنزيمات مضادة للأكسدة مثل الجلوتاثيون بيروكسيديز (GPx) وثيوريدوكسين ريدوكتاز (TrxR)، التي تحمي خلايا القلب من التلف. وانخفاض مستوى السيلينيوم في الجسم قد يرتبط بارتفاع الكوليسترول والدهون الثلاثية، وخلل في وظائف القلب.

ومع ذلك، الإفراط في تناول السيلينيوم - خاصة من المكملات - قد يُنتج مركبات ضارة تؤثر سلبًا على الصحة، مما يجعل الاعتدال أمرًا بالغ الأهمية.

فعالية السيلينيوم تعتمد على الحالة الصحية

تبين أن السيلينيوم يقدم فائدة أوضح للأشخاص غير المصابين بارتفاع ضغط الدم، حيث انخفض لديهم خطر الإصابة بأمراض القلب بشكل ملحوظ، بينما كانت النتائج أقل وضوحًا لدى المصابين بارتفاع الضغط. ويعني هذا أن السيلينيوم ليس "علاجًا سحريًا"، بل يجب أن يُؤخذ ضمن سياق شامل يشمل النظام الغذائي ونمط الحياة والحالة الصحية العامة.

هل تكفي مكملات السيلينيوم وحدها؟

رغم ما أظهرته بعض الدراسات من فوائد، إلا أن الأدلة العلمية ما تزال متباينة. فبعض الأبحاث لم تجد فروقًا تذكر عند استخدام مكملات السيلينيوم، بينما حذرت أخرى من أن تناوله الزائد قد يُسبب ضررًا تأكسديًا إذا لم يُستهلك ضمن نظام غذائي متوازن ومع عناصر مغذية أخرى.