إسرائيل تُنفذ مشروعها التاريخي... والشرق الأوسط على أعتاب تحولات صادمة
قال الأستاذ المشارك والباحث المتخصص في الشؤون السياسية والاجتماعية الدكتور علي النظامي إن إسرائيل، بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، تواصل تنفيذ مشروعها الإقليمي بخطى ثابتة، وسط تغيرات متسارعة يشهدها الشرق الأوسط.
وأوضح في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية أن نتنياهو كان قد أكّد في أكثر من مناسبة تصميم بلاده على "تغيير وجه المنطقة" و"فرض السلام بالقوة".
وبيّن النظامي أن التحولات الجارية في الشرق الأوسط تعد جزءًا من مخطط ممنهج ومدروس بعناية، بعيدًا عن أية تفسيرات سطحية تتحدث عن قصور سياسي أو غياب الحكمة، فالتغيرات، كما تشير المعطيات، مدفوعة بأجندات واضحة تهدف إلى إعادة رسم الخريطة الجيوسياسية للمنطقة.
ولفت الانتباه إلى أن الرؤية الإسرائيلية تقوم على محورين رئيسيين،
الأول، استخدام القوة العسكرية المباشرة لإزالة كافة المعيقات الميدانية التي قد تعترض طريق المشروع الإسرائيلي، وهو ما انعكس في سلسلة من العمليات العسكرية عبر أكثر من جبهة، مع استعدادات قائمة لأي تدخلات إضافية عند الضرورة، فيما يذهب
الثاني نحو التطبيع مع الدول الغنية بالموارد، ضمن أجندة تقوم على مبدأ "البقاء مقابل التعاون"، وهو ما تحقق مع عدد من الدول العربية، مع توقعات بأن تلتحق دول أخرى بهذا المسار خلال الفترة المقبلة.
وذكر النظامي أن إسرائيل لم تعد تتحدث عن "إدارة الصراع" كما في العقود السابقة، وإنما عن "حسمه" نهائيًا، وذلك في إطار تنفيذ المشروع التوراتي الكبير، الذي يشمل أجزاء واسعة من بلاد الشام ومصر، كما تظهره التصورات الجيوسياسية المعلنة من بعض القيادات الإسرائيلية.
واستطرد قائلًا إن هناك مخاوف من أن موجة التنازلات الإقليمية، التي تقدمها بعض الأطراف في المنطقة لضمان البقاء السياسي، قد لا تكون كافية لإشباع شهية المشروع الإسرائيلي التوسعي، إذ تشير التقديرات إلى أن إسرائيل قد تسعى إلى تحقيق مكاسب إضافية بمجرد انتهاء مرحلة معالجة الملف الإيراني، والمتوقع أن تشهد انفراجات أو تحولات كبيرة في حزيران المقبل.
وعليه، تتجه أنظار المتابعين إلى المرحلة القادمة التي يُرجّح أن تشهد مزيدًا من الوضوح في التحالفات والتوازنات، وسط توقعات بظهور خريطة إقليمية جديدة، ستُحدد ملامح الشرق الأوسط لعقود قادمة.

