التوتر الهندي الباكستاني له علاقة بإضعاف الصين والممر الاقتصادي من غزة

{title}
أخبار الأردن -

 

قال خبير الطاقة عامر الشوبكي إن نذر الحرب تتصاعد بين الهند وباكستان بصورة قد تتسبب بانفجار إقليمي يتجاوز أبعاده التقليدية، ليغدو جزءًا لا يتجزأ من صراع دولي استراتيجي أشمل يستهدف بالدرجة الأولى تحجيم الدور الصيني المتعاظم.

وأوضح في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية أن الولايات المتحدة، مدفوعةً بهاجس الصعود الصيني الذي يُهدد موقعها كقوة مهيمنة على النظام الدولي، تبنّت نهجًا يقوم على تأجيج التوترات الإقليمية المحيطة بالصين، وإغراق آسيا بسلسلة من النزاعات المتناثرة، مضيفًا أن الهند في هذا السياق، تحولت إلى رأس حربة لهذه الاستراتيجية، عبر تلقيها دعمًا عسكريًا، وسياسيًا، واقتصاديًا غير مسبوق من الغرب، ما مكنها من التلويح بالقوة ضد كل من باكستان والصين على حد سواء.

وبيّن الشوبكي أن الشرق الأوسط، بتركيبته الجيوسياسية الحساسة، بات مرشحًا لأن يكون مسرحًا ثانويًا لهذا الصراع الكوني، فالممر الاقتصادي البديل، الذي تعكف الولايات المتحدة وإسرائيل وحلفاؤهما على رسم معالمه — والذي يتضمن ربط الهند بأوروبا عبر الشرق الأوسط —يشكل في جوهره جزءًا من استراتيجية احتواء الصين عبر تحييد مبادرة "الحزام والطريق" وخلق مسارات بديلة للتجارة والطاقة تتجاوز طرق بكين التقليدية.

ولفت الانتباه إلى أن تنفيذ هذا المخطط يتطلب، ضمن ما يتطلبه، إعادة تشكيل الخريطة السكانية والسياسية لبعض مناطق الشرق الأوسط الحيوية، لا سيما قطاع غزة، الذي يراد له أن يكون جزءًا من هذا الممر تحت سيطرة أمريكية أو إسرائيلية مباشرة، بعد تهجير سكانه الفلسطينيين قسرًا، في واحدة من أخطر المحاولات لإعادة هندسة الإقليم سياسيًا وديموغرافيًا لخدمة حسابات الصراع العالمي.

بعبارة أخرى، فإن الصراع العسكري بين الهند وباكستان - مهما بدا بعيدًا جغرافيًا - فإنه يمثل في جوهره حلقة في سلسلة إعادة رسم خرائط النفوذ العالمي، وهو بهذا المعنى ذو صلة وثيقة بمستقبل المنطقة العربية بأسرها، فكلما تعطل المشروع الصيني في آسيا، ازدادت أهمية الشرق الأوسط كممر تجاري وحيوي بديل، وكلما احتدمت المعركة بين بكين وواشنطن، باتت منطقتنا أكثر عرضة للضغوط، والمنافسة، بل وربما التصعيد العسكري المباشر أو غير المباشر، وفقًا لما صرّح به لصحيفة "اخبار الأردن" الإلكترونية.

وذكر الشوبكي أن منطقتنا تبدو على أعتاب مرحلة بالغة الخطورة، تتداخل فيها رهانات المصالح الكبرى مع رهانات البقاء الوطني، فما يُطبخ في العواصم الكبرى هو إعادة توزيع للمواقع الاستراتيجية ومراكز الثقل في النظام العالمي المقبل، بكل ما يحمله ذلك من مخاطر، وفرص، وتحديات.

واستطرد قائلًا إن من يتتبع هذه التحولات يدرك بجلاء أن الأحداث الجارية في آسيا ليست معزولة عن حاضرنا ومستقبلنا، وأن الممرات الاقتصادية ومشاريع الطرق الكبرى لم تعد مجرد مشاريع اقتصادية، فقد باتت أدوات حاسمة في معركة السيطرة على العالم القادم.

تابعونا على جوجل نيوز
البحر المتوسط لإدارة المواقع الإخبارية الالكترونية