مشروع تفكيك الدول الإسلامية يتواصل بلا هوادة... حرب المياه مقدمة
قال مستشار شؤون الأزمات ماهر أبو طير إن حلقات استهداف الدول المحورية تتواصل تحت عناوين وأدوات متجددة، لعل آخرها ما تواجهه باكستان اليوم من حرب مياه معلنة، تشنها الهند بهدوء قاتل وتخطيط بالغ الدق، وذلك في سياقٍ لا يمكن فصله عن الحراك الجيواستراتيجي الذي يضرب خاصرة العالمين العربي والإسلامي.
وأوضح في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية أن الضربات السياسية والاقتصادية أنهكت كلًا من تركيا وإيران، مضيفًا أن عين العاصفة قد اتجهت إلى إسلام آباد، التي تعتمد بنسبة تقارب 70% من منظومتها الزراعية والغذائية على المياه القادمة من نهر السند، أحد أعمدة بقائها الاقتصادي والاجتماعي.
وأشار أبو طير إلى أن الهند أعلنت - بذريعة وجود تنظيمات مسلحة ناشطة ضدها في كشمير- بدء تنفيذ استراتيجية تجفيف تدريجي لمصادر باكستان المائية، في خطوةٍ تُقرأ بوضوح كإشهار لسلاح إستراتيجي لا يقل خطورة عن الرصاص والمدافع.
وبيّن أن الحرب الجديدة، وإن كانت صامتة في ظاهرها، إلا أنها تحمل في جوهرها بذور تفجير داخلي شامل في باكستان، إذ إن المساس بالأمن المائي يعني حكمًا تهديد الأمن الغذائي، ومن ثمّ تعريض الاستقرار الاجتماعي والسياسي إلى مخاطر وجودية عميقة.
ولا يقف الأمر عند حدود المواجهة الثنائية بين الهند وباكستان، فهو يتشابك مع معطيات دولية وإقليمية أوسع، حيث يظهر جليًا أن القوى الكبرى قد باتت تتعاطى مع المنطقة من زاوية تفتيت مراكز الثقل الإسلامي، سواء عبر الحروب التقليدية، أو باستخدام أدوات جديدة كالتحكم بالموارد الطبيعية الأساسية، وفي مقدمتها المياه، وفقًا لما صرّح به لصحيفة "اخبار الأردن" الإلكترونية.
ونوّه أبو طير إلى أن الأخطر من ذلك، هو تحول أزمة المياه، في ظل التغيرات المناخية المتسارعة والضغط السكاني الهائل، إلى مقدمة حتمية لصراعات أكثر عنفًا وأطول أمدًا، قد لا تقف حدودها عند باكستان وحدها، وإنما قد تمتد إلى عموم القوس الآسيوي الإسلامي.
ولفت الانتباه إلى أن الحاجة تبدو ماسة إلى تبني استراتيجيات إقليمية جماعية تضع الأمن المائي في صدارة أولوياتها، فالعالم مقبل، على ما يبدو، على حقبة تتحول فيها المياه من نعمة حياة إلى أداة للموت البطيء، ومن مورد طبيعي إلى سلاح جيوسياسي بالغ الفتك.

