محاولات لتفريغ الهوية الوطنية من مضمونها

{title}
أخبار الأردن -

 

قال النقابي السياسي المهندس عبد الهادي الفلاحات إنه لم يعد مقبولًا، بأي معيار من معايير المسؤولية الوطنية أو القيم الأخلاقية الجامعة، أن تستمر حملات الشيطنة المنهجية التي تستهدف البنية القيمية للمجتمع الأردني، ولا أن تتواصل محاولات إفساد الموروث الأخلاقي الذي كان، عبر عقود طويلة، صمام الأمان لاستقرار الدولة وتماسكها الداخلي، بل وأحد أهم أسباب قدرتها على تجاوز أعتى الأزمات والمحن التي عصفت بالمنطقة والإقليم.

وأوضح في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية أن الإصرار على هدم كل المعاني الكريمة التي شكّلت، في الوعي الجمعي الوطني، ركائز أساسية للوحدة والهوية والانتماء، يمثل مشروعًا خطيرًا يراد من خلاله ضرب السلم الأهلي، وإضعاف مناعة المجتمع الداخلية، وتهيئة المناخ لتمرير أجندات تستهدف النسيج الوطني بمكوناته كافة، تحت شعارات براقة لا تصمد أمام حقيقة النوايا الخبيثة الكامنة خلفها.

وأشار الفلاحات إلى أن استقرار الدولة الأردنية لم يكن وليد الصدفة، ولا نتاج معادلات سياسية آنية، وإنما هو ثمرة منظومة متكاملة من القيم والمبادئ التي تشكّلت وترسخت عبر تضحيات الأجيال، وأعمال المخلصين، ورؤية القيادة الحكيمة التي أدركت مبكرًا أن الأمن الاجتماعي لا يُصان بالقمع أو الاسترضاء، بل ببناء إنسان واعٍ، متجذر في تاريخه، مؤمن بوطنه، متمسك بثوابته الوطنية والقومية.

ونوّه إلى أن الواجب الوطني اليوم، يفرض على كل غيور على وطنه، وعلى مؤسسات الدولة وأجهزتها كافة، وعلى القوى المجتمعية الحية، أن تتصدى بكل حزم ومسؤولية لهذه الحملات، وأن تعمل على حماية الذاكرة الجمعية والقيم المؤسسة للدولة، من عبث العابثين وأوهام الحالمين بالتفكيك والفوضى، مضيفًا أن ذلك يستدعي بالضرورة تعزيز الوعي العام، وإعادة الاعتبار لمنظومة الأخلاق الوطنية، ليس بوصفها شعارات إنشائية، وإنما باعتبارها خيارًا وجوديًا لا بديل عنه.

واستطرد الفلاحات قائلًا إن المعركة اليوم ليست فقط مع أعداء الخارج الذين يتربصون بالأردن شرًا، فهي تمتد مع أولئك الذين، عن قصد أو جهل، يحاولون في الداخل تفريغ الهوية الوطنية من مضمونها، وزرع بذور الشك في الثقة بالمؤسسات، وتقويض أسس التلاحم الوطني، لذلك، فإن السكوت عن هذا العبث يُعد خيانة للقيم التي قامت عليها الدولة، ومساهمة مباشرة، وإن بطريقة غير مقصودة، في ضرب الاستقرار الذي دفع الأردنيون ثمنه غاليًا عبر تاريخهم المعاصر.

وأكد أن الواجب المقدس الذي لا يحتمل التأجيل، هو استنهاض الهمم، وتوحيد الصفوف، وممارسة النقد البناء الذي يفضح الفساد والانحراف، دون أن يسمح بتحويل النقد إلى معول هدم يطيح بالبنيان الوطني، فالأردن، الذي صمد في وجه العواصف الإقليمية والدولية، يستحق من أبنائه اليوم أن يحصّنوه أكثر، لا أن يتركوه ساحة مستباحة للشيطنة والتشويه والانقسام.

تابعونا على جوجل نيوز
البحر المتوسط لإدارة المواقع الإخبارية الالكترونية