الحكومة: الفساد يهدر المال العام ويهدد ثقة المواطنين
انطلقت اليوم الأربعاء في العاصمة عمّان أعمال المؤتمر الإقليمي رفيع المستوى بعنوان "نزاهة قطاع النقل في المنطقة العربية: المخاطر والحلول وأدوار الأطراف المعنيين"، والذي تنظمه هيئة النزاهة ومكافحة الفساد بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، برعاية وزير الدولة للشؤون الاقتصادية مهند شحادة، مندوباً عن رئيس الوزراء.
ويهدف المؤتمر إلى مناقشة التحديات المرتبطة بحوكمة قطاع النقل في الدول العربية من منظور مكافحة الفساد، وسبل تعزيز النزاهة لضمان كفاءة الخدمات وجذب الاستثمارات. ويشارك في المؤتمر أكثر من 150 شخصية من 18 دولة، من بينهم رؤساء هيئات رقابية ووكلاء وزارات وخبراء وممثلون عن منظمات دولية ومؤسسات مجتمع مدني.
وخلال الجلسة الافتتاحية، شددت وزيرة النقل، المهندسة وسام التهتموني، على أهمية تحصين قطاع النقل من الفساد باعتباره ركناً أساسياً في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، محذرة من أن الفساد لا يهدر المال العام فحسب، بل يضعف جودة الخدمات ويقوض ثقة المواطنين ويخلق بيئة طاردة للاستثمار. وأكدت أن الأردن يواصل تحديث التشريعات والمشاريع الاستراتيجية في هذا القطاع الحيوي.
من جانبه، قال رئيس هيئة النزاهة ومكافحة الفساد، الدكتور مهند حجازي، إن قطاع النقل يمثل شرياناً اقتصادياً رئيسياً يربط المجتمعات ويعزز فرص التنمية المستدامة، مشيراً إلى أن التحديات الأمنية والسياسية التي شهدتها المنطقة أثرت على كفاءة النقل البري والإقليمي، إلا أن استقرار الأردن ساهم في تخفيف تلك التأثيرات.
وأشارت مديرة المركز الإقليمي لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ماري قعوار، إلى أن المؤتمر يسعى إلى تعميق فهم العلاقة بين الفساد وقطاع النقل، معتبرة أن الجهود المبذولة لتعزيز النزاهة لا تزال عامة وغير كافية، ما يتطلب تبني سياسات محددة ومتكاملة تضمن الحوكمة الرشيدة داخل المؤسسات الرسمية.
ويبحث المؤتمر، الممتد ليومين، في أدوات مكافحة الفساد في النقل ضمن إطار التنمية المستدامة، ويطلق سلسلة مبادرات تستهدف رفع كفاءة القطاع، وتحفيز تمويله من القطاعين العام والخاص، وتعزيز تكامله مع الأسواق العالمية، ما من شأنه أن يسهم في تحسين الخدمات وخلق بيئة استثمارية أكثر شفافية وعدالة.

