جميل النمري: التجربة الحزبية في الأردن فشلت

{title}
أخبار الأردن -

 

قال عضو مجلس الأعيان السابق، الدكتور جميل النمري، إن التجربة الحزبية في الأردن فشلت حتى الآن، مشيرًا إلى أن الأداء النيابي لم يشهد تطورًا ملحوظًا ينعكس على ثقة الشارع أو يغيّر من الواقع السياسي بشكل جوهري.

وأوضح النمري لإذاعة "حياة إف إم"، أن إخفاق التجربة الحزبية البرلمانية لا يعني بالضرورة فشل منظومة التحديث السياسي التي ما تزال قيد التطوير، لكنه أكد أن النتائج التي كانت متوقعة من الأحزاب تحت قبة البرلمان لم تكن بالمستوى المطلوب، ما يستدعي تقييمًا شاملًا للحالة ووضع حلول عملية لمعالجة مكامن الخلل.

وشدد النمري على أهمية إعادة النظر في التجربة الحزبية بشكل أكثر شمولية، بما يسمح بترسيخ تداول حقيقي للسلطة، وتشكيل حكومات برلمانية حزبية قادرة على إقناع الشارع الأردني ببرامجها وخططها، من خلال مشاريع تنهض بالواقع السياسي والاقتصادي وتحدث فرقًا ملموسًا لدى المواطن.

ورفض النمري الأحاديث المتداولة حول احتمال حل مجلس النواب خلال الأشهر المقبلة، معتبرًا أنه لا يوجد مبرر واقعي لذلك، كما أشار إلى ضرورة منح التجربة الوقت الكافي قبل الحكم عليها.

المشهد السياسي الإقليمي

وفي سياق آخر، تحدث النمري عن مستقبل المشهد السياسي في المنطقة، مشيرًا إلى أنه لم يتحدد بعد بشكل نهائي، وأن معالمه سترسمها الأجندة الأقوى ومحصلة موازين القوى على المستوى العالمي.

وأعطى مثالًا على ذلك بالخلاف بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يسعى لتوسيع دائرة الحرب وتوجيه ضربة قوية لإيران، في مقابل توجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نحو حل تفاوضي كبديل عن الانخراط في نزاع عسكري واسع قد يترتب عليه تكاليف باهظة.

وأكد أن استمرار الحرب يخدم مصالح نتنياهو السياسية، ويسهم في بقائه في السلطة، لافتًا إلى أن مشروع اليمين الإسرائيلي بات واضحًا من خلال تهجير سكان قطاع غزة وتصفية القضية الفلسطينية بشكل ممنهج، وهو ما بدأ يظهر جليًا في الضفة الغربية أيضًا.

مزاجية الإدارة الأمريكية تعيق الحسم

وأشار النمري إلى أن الرؤية الإسرائيلية قد تصطدم بالتقلبات المزاجية في الموقف الأمريكي، خاصة في ظل عدم وجود توجه واضح لدى الإدارة الحالية، معتبرًا أن ترامب يسعى أولًا وأخيرًا لحماية المصالح الأمريكية، وقد يجد أن الحل الأفضل للخروج من أزمة غزة يتمثل في صفقة شاملة تضع حدًا للنزاع المتصاعد.

وفيما يتعلق بالقرارات الجمركية الأمريكية الأخيرة، رأى النمري أن تأثيرها على الأردن سيكون محدودًا، مشيرًا إلى أن الضرر الأكبر سيطال الصين التي تُعد من أبرز الدول المصدرة للولايات المتحدة.

وشدد على أن الضغوط السياسية عبر الملف الاقتصادي لن تنال من الموقف الأردني.

وفي ختام حديثه، تناول النمري تطورات الملف السوري، معربًا عن تفاؤله بقدرة الإدارة الحالية على تجاوز التحديات واحتواء جميع الفصائل تحت مظلة الدولة. وأشار إلى أن استعادة الاستقرار السوري تحظى بدعم عربي متزايد، مما يعزز فرص عودة سوريا إلى مكانتها الطبيعية في المحيط العربي.

تابعونا على جوجل نيوز
البحر المتوسط لإدارة المواقع الإخبارية الالكترونية