أبو زيد: المقاومة استعدت للدفاع ونتنياهو سيرضخ
قال الخبير العسكري والاستراتيجي نضال أبو زيد إن عودة العمليات العسكرية للمقاومة تؤكد ما تم الحديث عنه سابقًا، من أن المقاومة لا تزال تحتفظ بتماسك القيادة والسيطرة، والقدرة على التكيف مع أنماط القتال المختلفة.
وأشار أبو زيد إلى أن العمليات التي نفذتها المقاومة الأسبوع الماضي في قيزان النجار جنوب خان يونس، ووادي أبو الروس شرق رفح، بالإضافة إلى تسجيل عمليات في الشجاعية شمال غزة، تدل على أن المقاومة تبني دفاعاتها وفق أنساق دفاعية متعددة. ويأتي ذلك في وقت لا يزال فيه الاحتلال يحاول التقدم عبر قوات محدودة وعمليات غير تقليدية، تركز على الخواصر الرخوة والمناطق المفتوحة، والتي تُعد – وفق المفهوم العسكري – مناطق ساقطة تعبويًا ولا تصلح للدفاع.
وأضاف أبو زيد أن نجاح المقاومة في تفجير نفق، بالإضافة إلى تفجير عبوات ناسفة استهدفت جرافات ودبابات، يشير إلى إدخالها معادلة جديدة في الميدان تقوم على تكتيكات العبوات الناسفة. وهو ما يؤكد، حسب رأيه، أن المقاومة قد نجحت في تهيئة مسرح العمليات لمعركة دفاعية محتملة في حال استمرار الاحتلال برفض المسار الدبلوماسي وإصراره على مواصلة القتال في غزة.
كما أشار أبو زيد إلى أن رئيس الأركان السابق هرتسي هليفي كان قد أعلن قبل استقالته القضاء على "لواء رفح"، في حين أن العمليات الأخيرة التي نُفذت الأسبوع الماضي وقعت في رفح نفسها، وهو ما يعكس تناقضًا في رواية الجيش الإسرائيلي.
ولفت أبو زيد إلى أن الكفاءة القتالية للمقاومة قد تأثرت وتراجعت بعد 561 يومًا من القتال منذ 7 أكتوبر، بفعل الكتلة النارية الضخمة التي يستخدمها جيش الاحتلال. لكنه أكد في الوقت نفسه أن كفاءة قوات الاحتلال أيضًا انخفضت، وأن الجيش الإسرائيلي يعاني من أزمة كبيرة في القوى البشرية والاحتياط. كما أن توقيع عرائض رافضة للحرب داخل صفوف الجيش والأجهزة الأمنية خلق أزمة مركبة، تحدّ من قدرة الجيش على الاستمرار في الحل العسكري.
وأشار أبو زيد إلى تعنّت الاحتلال في قبول المسار الدبلوماسي، وطرحه لمبادرات من المستحيل أن تقبل بها المقاومة. وقال إن حكومة نتنياهو لن تستطيع الاستمرار بهذا النهج طويلًا في ظل تقلّص الخيارات العسكرية وتزايد الأزمات داخل الحكومة والجيش معًا.

