اعترافات الخلية الإرهابية تقودنا إلى سيناريوهات مخيفة

{title}
أخبار الأردن -

قال الكاتب الصحفي سامح المحاريق إنه في ضوء ما كُشف عنه من معلومات صادمة حول مخطط إرهابي معقّد كان يستهدف أمن واستقرار الأردن، من اللافت والمثير للانتباه أن التهديد هذه المرة لا يستند إلى أساليب الإرهاب التقليدي المعروف من تفجيرات أو عمليات انتحارية، وإنما يتّخذ أبعادًا نوعية وأكثر خطورة، ترتقي إلى مستوى عسكرة الأدوات والقدرات التنظيمية لدى الأطراف المتورطة.

وأوضح في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية أن هذا التحوّل النوعي في بنية الخطر يطرح جملة من التساؤلات المشروعة حول حجم وتعقيد ما لم يُعلَن عنه حتى الآن، ويدفعنا للاعتقاد بأن الجهات الرسمية – وتحديدًا الحكومة وجهاز المخابرات العامة – آثرت الإبقاء على تفاصيل حسّاسة طيّ الكتمان، إدراكًا منها لاحتمال وجود تداعيات وارتدادات أعمق قد تتكشف في الأيام المقبلة.

"ما يبعث على القلق البالغ، بل ويستوجب أقصى درجات الحيطة، هو ذلك الميل الواضح لعسكرة الإمكانات المتوفرة لدى بعض التنظيمات المتطرفة، بما يجعل من المشروع أن نعيد تقييم الصورة الكلية للخطر المحدق"، وفقًا لما صرّح به المحاريق لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية.

ونوّه إلى الحديث عن أن الأردن بمنأى عن هذه التهديدات لا يتسق مع الواقع، خصوصًا وأن التنظيمات الإرهابية، على اختلاف مسمياتها، قد نشأت ونفذت عملياتها في الجوار الإقليمي القريب، وأظهرت قدرة عالية على الحركة وتوظيف الفوضى لتهديد الاستقرار الداخلي.

واستطرد المحاريق قائلًا إن المعطيات تشير إلى أن ما نواجهه لا يقتصر على "خلية" محدودة، ذلك أنه جزء من سلسلة خلايا ذات طابع منظم، ما يعني أن الأردن بات ضمن خارطة الاستهداف الاستراتيجي لهذه التنظيمات.

ولفت الانتباه إلى أن طبيعة المرحلة وتعقيداتها الأمنية هي التي دفعت الدولة إلى التعاطي بهذه الصرامة غير المسبوقة، انطلاقًا من فهم دقيق لحساسية الظرف، ومنعًا للانجرار إلى مربّع الفوضى الذي تسعى تلك الجهات إلى تصديره عبر أدواتها وخطابها.

وأكّد المحاريق أن المعركة مع الإرهاب لم تعد تحتمل التساهل أو المواءمة، ولا يجوز بعد اليوم الرهان على إمكانية احتواء تلك الجماعات أو تعديل مساراتها، فالأحداث أثبتت، بكل وضوح، غياب "الحكماء" داخل تلك التيارات، وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين، التي وإن لم تُذكر صراحة في البيان الحكومي، إلا أن الاعترافات الواردة من المتهمين تشير إلى ارتباطات مقلقة معها، ما يستوجب مراجعة شاملة وصارمة لخطاب الجماعة، وآليات تغلغلها في الشارع الأردني، وأدوارها السياسية والاجتماعية والإعلامية.

ونبّه إلى أن المرحلة المقبلة تتطلب قرارات حاسمة، واضحة، وشفافة، فلم يعد هناك مجال للتردد أو للمجاملات السياسية، فالأمن الوطني خط أحمر، وأي تهديد موجه له يجب أن يُجابه بإجراءات تتناسب مع مستوى الخطر الداهم.

 

 

تابعونا على جوجل نيوز
تصميم و تطوير