كلام صريح حول مشروع يهددنا

{title}
أخبار الأردن -

 

قال الأستاذ المشارك والباحث المتخصص في الشؤون السياسية والاجتماعية الدكتور علي النظامي إن الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني لا ينحازان في نهاية المطاف إلا لمن يمتلك أدوات القوة والقدرة على التأثير في معادلات المصالح، فمعايير الاصطفاف لديهما ليست قائمة على الاعتبارات القيمية أو الأخلاقية، ولا تعنيهما الأشكال ولا الشعارات ولا الألوان الأيديولوجية، بقدر ما تحددهما بوصلة المصالح وموازين القوى الواقعية.


وأوضح في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية أن هذه حقيقة راسخة تؤكدها التجربة التاريخية، حيث لم تخرج أي من الإمبراطوريات الكبرى، عبر مختلف الحقب، عن هذا النسق النفعي البارد في سلوكها وتوجهاتها.

وبيّن النظامي أن الاستغراق في خطاب اللوم المستمر تجاه أمريكا وإسرائيل وتحميلهما كامل المسؤولية عن التدهور والتخلف والضعف في واقعنا يعد تبسيطًا ساذجًا للمشهد من جانب، وتملصًا من مواجهة الذات وتحمل تبعات العجز الداخلي من جانبٍ آخر، مضيفًا أن أمريكا وإسرائيل، على الرغم من عدوانيتهما وتغولهما الإمبريالي، لم تعلنا في يومٍ من الأيام أن على الضعفاء أن يظلوا أسرى لعجزهم، ولم تدّعيا امتلاك سلطة إلهية تفرض على الأمم مصائرها، أو تجرد الشعوب من إرادتها الحرة.

وذكر أن هناك تجارب عديدة، قريبة وبعيدة، أثبتت أن قوى فاعلة استطاعت أن تفرض نفسها على أمريكا وإسرائيل، وتجبرهما على الاعتراف بوجودها واحترام خياراتها، لا لأنها توسلت ذلك، وإنما لامتلاكها مقومات الحياة السياسية، والاستقلال الذهني، والإرادة الحرة، فالأنظمة أو الحركات أو الشعوب التي اختارت أن تكون حية، ومتيقظة، ومتماسكة، قادرة على إنتاج القرار السيادي، هي وحدها التي تمكنت من فرض حضورها على موائد الكبار.

ونوّه النظامي إلى أننا نعيش في زمن لا مكان فيه للضعفاء، فهذه مرحلة اصطفاف تاريخي حاد، لا تعترف إلا بالقوي القادر على انتزاع مكانه في المعادلة الدولية، أما من اختار الاستكانة والخنوع، فقد حكم على نفسه بالارتماء في حضن العبودية الحديثة، تلك التي لم تعد تخجل من الظهور العلني، بعدما كانت تختبئ طويلًا خلف أقنعة من الشعارات الزائفة والخطابات المضلِّلة التي خدعت الجماهير لعقود.

ولفت الانتباه إلى أن من يفتقد إلى عناصر القوة لا يحق له أن يلوم إلا نفسه، إذ إن الإفلاس الحقيقي لا يكمن فقط في غياب الموارد أو القدرة، بقدر ما يظهر في الذهنية العاجزة التي لا تملك سوى تعليق خيبتها على شماعات المؤامرة الخارجية.

واختتم النظامي حديثه بالقول إن التواكل، والاتكالية، والتبرير المستمر للضعف، ما هي إلا أعراض لعقلية مأسورة لا تزال تفتقر إلى النضج الاستراتيجي والبصيرة التاريخية.

تابعونا على جوجل نيوز
تصميم و تطوير