الأردن وعقدة الموقع الجغرافي... السبايلة يوضح لـ"أخبار الأردن"

قال خبير الشأن الاستراتيجي الدكتور عامر السبايلة إن الأردن يحتل موقعًا جغرافيًا بالغ الحساسية، مما يجعله، بحكم الجغرافيا والتاريخ، في قلب التجاذب المتصاعد بين إسرائيل وإيران، لا كمراقب خارجي، وإنما كطرف متأثر حتمًا، ومحتمل الانخراط، في حال تطورت المسارات.
وأوضح في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية أن الموقع الجغرافي الأردني لا يسمح له – مهما حاول النأي بالنفس – بالبقاء على الهامش في حال انفجر الصراع بين هاتين القوتين الإقليميتين، إذ إن ساحات التصعيد باتت مفتوحة، وهو – أي الأردن – بموقعه بين النيران، يجد نفسه عرضة لتأثيرات لا يمكن عزلها أو تجنبها.
وبيّن السبايلة أن الأردن جزء لا يتجزأ من بنية التحالفات الغربية، وتحديدًا من منظومة القيادة الوسطى الأمريكية، ما يعني أنه – من منظور استراتيجي – داخل دائرة الرصد والحركة لأي عمليات عسكرية طارئة أو مواجهات محتملة في الإقليم، وبالتالي، فإن أي تصعيد عسكري، سواء أكان محدودًا أو شاملًا، سيضع الأردن في موقع الجغرافيا المستخدمة أو المُهدَّدة.
وذكر أن المفارقة تكمن في أن الأردن، رغم كل ما سلف، يمكن أن يكون من أبرز المستفيدين في حال تم احتواء التصعيد والوصول إلى اتفاق إقليمي شامل أو حتى جزئي بين إسرائيل وإيران، مضيفًا أن الانفراج – إن وقع – سيوفر للأردن فرصة ثمينة لإعادة ترتيب أولوياته الداخلية، والتركيز على العديد من الملفات.
ونوّه إلى أن الأردن ليس طرفًا مباشرًا في الصراع الإيراني - الإسرائيلي، لكنه حتمًا ليس خارج تداعياته، فهو بحكم الجغرافيا والتحالفات، داخل الحلبة وإن بدا على الهامش، وهو بين خيارين لا ثالث لهما، إما التعامل مع واقع التصعيد كحالة اضطرارية تتطلب حذرًا وتعبئة وتحصينًا داخليًا غير مسبوق، أو استثمار أي حالة تهدئة قادمة كنافذة لإعادة البناء الداخلي والتقاط الأنفاس.