الفايز: الأردن مستهدف وعلينا أن نكون يدا واحدة

{title}
أخبار الأردن -

 

أكد رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز، أن الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني قادر على تجاوز التحديات السياسية والأمنية التي فرضتها الأوضاع الراهنة في المنطقة، ولن يسمح لأي جهة بالعبث بثوابته الوطنية ومصالحه العليا.

وقال إن الأردن ومنذ التأسيس على يد الملك المؤسس عبدالله الأول واجه تحديات سياسية وأمنية عديدة، وهذا قدره بسبب موقعه الجيوسياسي، لكن تم تجاوزها وهو أكثر قوة وصلابة، بفضل حكمة قيادتنا الهاشمية ووعي شعبنا، ومنعة أجهزتنا الأمنية وقواتنا المسلحة، ورسوخ مؤسساتنا الدستورية، فاستمر الأردن عصيًّا على الانكسار.

وبيّن أن الهوية الوطنية الأردنية هوية قوية راسخة، متجذرة وعميقة، لا تقبل القسمة ولن يسمح لأي جهة بالعبث بها، مؤكدًا أن قوة الهوية الأردنية مكنتها من استيعاب كل موجات اللجوء الفلسطيني وغيره منذ عام 1948، وانصهر الجميع من مهاجرين وأنصار في بناء الدولة الأردنية والدفاع عن ثوابتها، وأصبح الأردنيون من مختلف مكوناتهم أسرة أردنية واحدة.

جاء ذلك خلال لقاء الفايز اليوم في محافظة مادبا مع ممثلي المجتمع المحلي في المحافظة، بحضور مساعد الرئيس ورؤساء اللجان في مجلس الأعيان ومحافظ مادبا وأعيان المحافظة ونوابها، ورئيس مجلس المحافظة ورؤساء البلديات، وذلك في إطار حرص مجلس الأعيان على التواصل مع مختلف المكونات الاجتماعية والشعبية والشبابية، وممثلي مؤسسات المجتمع المحلي في مختلف المحافظات، للحوار حول مختلف قضايا الوطن وتحدياته.

وخلال اللقاء، بيّن الفايز أن السؤال المطروح اليوم: ماذا علينا أن نفعل في ظل المتغيرات على الساحة الدولية، وسياسات الإدارة الأمريكية الجديدة، واستمرار الحرب الروسية الأوكرانية، وما جرى ويجري في المنطقة ودول الإقليم، وفي ظل استمرار سياسات دولة الاحتلال التوسعية والعدوانية، وإعادة احتلال قطاع غزة، ووجود واقع إقليمي ودولي جديد، ومعادلات سياسية جديدة في المنطقة.

وقال إن الأردنيين بمختلف مكوناتهم السياسية والاجتماعية، عليهم أن يكونوا حذرين في التعامل مع مختلف القضايا الراهنة، مستندين إلى وعيهم وإرثهم التاريخي في الحرص على أمن الوطن واستقراره.

وقال إن المطلوب اليوم في ظل الفوضى والصراعات والأزمات السياسية على الساحتين الدولية والإقليمية، تجاوز حالة التشكيك بكل موقف أردني عروبي، وتعزيز الحوار المسؤول والهادف، بعيدًا عن التعصب والعنف واللامبالاة، وأن يتصدى الجميع لخطاب الكراهية والفتنة، فأمن الوطن واستقراره ونهضته وازدهاره مسؤولية تشاركية تقع على عاتق الجميع، مؤكدًا أهمية ترسيخ الوحدة الوطنية، وتمتين الجبهة الداخلية، وتعزيز تماسك نسيجنا الاجتماعي، واعتبار مصالح الأردن وأمنه واستقراره أولوية الأولويات.

وقال إن مصالح الأردن وواقعه الاقتصادي والجيوسياسي وتحدياته الأمنية، يجب أن تؤخذ بالاعتبار في تصرفاتنا ومواقفنا حول أي قضية داخلية أو خارجية، وعند كل موقف سياسي نتخذه، لذلك علينا أيضًا أن نكون يدًا واحدة من أجل الحفاظ على الوطن وثوابته ومصالحه العليا، وفي التصدي لمن يحاول بث الفرقة بين أبناء الوطن أو يحاول الإساءة للأجهزة الأمنية والجيش العربي المصطفوي، فهما درع الوطن وحصنه المنيع.

وبيّن أن حالة الأمن والاستقرار التي يعيشها الأردن، رغم ما يحيط به من تداعيات، يسعى البعض إلى العبث بها، فالأردن مستهدف، والذباب الإلكتروني الموجَّه ضد الأردن لا يتوقف، وأصحاب الأجندات الخاصة لا يتوقفون عن نشر الإشاعات والإساءات للوطن، بهدف إضعاف الجبهة الوطنية.

ووجّه الفايز رسالة للحاقدين والمندسين ومثيري الفتنة، وقال إن هؤلاء عليهم أن يدركوا أن كل الأردنيين ونشامى الوطن ونشمياته مع الأردن وجلالة الملك عبدالله الثاني، ومع جيشنا العربي المصطفوي وأجهزتنا الأمنية، يفدونهم بأرواحهم ودمهم الطاهر.

وقال الفايز: إنني لست متخوفًا على مستقبل الأردن رغم التحديات والتغيرات الجيوسياسية على مستوى الإقليم والعالم، فهذا الوطن سيبقى قويًّا عزيزًا بفضل قيادته الهاشمية ووعي شعبنا ومنعة أجهزتنا الأمنية والعسكرية.

وقال: إنه بفضل حكمة جلالة الملك عبدالله الثاني، الذي استطاع بحنكته السياسية وحضوره الدولي، والاحترام الكبير الذي يحظى به من قادة العالم وساستهم، تمكنا من تجاوز كل التحديات التي عصفت بالأردن، وخاصة ما تعلق منها بالربيع العربي أو الصفقة المشبوهة، التي كانت تهدف إلى حل القضية الفلسطينية على حساب الأردن وثوابته.

وقال الفايز: إن أي محاولات للعبث بأمن الأردن ستفشل أمام إرادة شعبنا الصلبة، مبينًا في ذات الوقت أن الغرب يدرك جيدًا أن الأردن عنوان التوازن والاستقرار في المنطقة، وأن العبث بأمنه ستكون له تداعيات كبيرة على دول الإقليم وعموم منطقة الشرق الأوسط والسلام والاستقرار فيها.

أما بخصوص مواقف الأردن تجاه القضية الفلسطينية ودعم نضال الشعب الفلسطيني، ومن العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة، وسياسات إسرائيل العدوانية والتوسعية، أكد الفايز أن الأردن هو الأقرب إلى فلسطين والقضية الفلسطينية، وقد كانت مواقفنا ومواقف قيادتنا الهاشمية على الدوام مواقف مشرفة في نصرة الشعب الفلسطيني والدفاع عن القضية الفلسطينية.

وأضاف أن دعمنا وإسنادنا المتواصل للشعب الفلسطيني، ومواقفنا الصلبة تجاه تمكين الشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة ووقف العدوان الإسرائيلي البشع، هي مواقف ثابتة وراسخة لا تقبل المساومة أو التشكيك.

وأشار إلى أن الأردن ومنذ عهد الإمارة، ساند كفاح الشعب الفلسطيني ونضاله من أجل الحرية والاستقلال، كما أن الأردنيين، ومعهم أحرار الأمة، لن ينسوا تضحيات قيادتنا الهاشمية من أجل فلسطين وحريتها واستقلالها، كما أن الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف عملت على حمايتها وإعمارها ومنع تهويدها.

وأكد أن جلالة الملك يتصدى بكل حزم للعدوان الإسرائيلي الغاشم على الأهل في الضفة الغربية وقطاع غزة، ويشرف جلالته بذاته على إرسال المساعدات الإنسانية وإنزالها بيديه الطاهرتين للمحاصرين في قطاع غزة، ويوجّه جلالته بإدامة المستشفيات الطبية العسكرية فيه وفي المدن الفلسطينية المختلفة، ويتصدى للمخططات الإسرائيلية التوسعية ومحاولات التهجير القسري للشعب الفلسطيني. لهذا، كان الأردن بقيادته الهاشمية وبعشائره وقبائله ومختلف أطيافه الاجتماعية، المدافع الأول عن القضية الفلسطينية، مبينًا في ذات الوقت أن جلالة الملك يعتبر القضية الفلسطينية والدفاع عنها في مقدمة الأولويات، ويسعى بكل قوة لتمكين الشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة بإقامة الدولة الفلسطينية على التراب الوطني الفلسطيني وعاصمتها القدس الشرقية.

وقال الفايز: إن ما شهدته المنطقة من اضطرابات وأحداث مأساوية وسيناريوهات لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ومواقف الإدارة الأمريكية من هذا الصراع، وما ستطرحه من مشاريع تسوية لإنهاء أزمات المنطقة، فإنه علينا جميعًا التصدي لكل المخططات التي تستهدف الأردن، والالتفاف حول الوطن والعرش الهاشمي بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، ومساندة جلالة الملك في دفاعه عن ثوابتنا الوطنية ومصالح الأردن العليا.

وأكد أعيان ونواب ووجهاء مادبا في مداخلاتهم وقوفهم خلف قيادة جلالة الملك عبدالله الثاني من أجل أردن قوي ومنيع في مواجهة التحديات التي تواجه الوطن، ورفضهم المساس بقواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية ومؤسساتنا الوطنية.

وأكدوا ولاءهم وانتماءهم للقيادة الهاشمية وتراب الوطن، مشددين على أهمية الحفاظ على المصالح العليا للدولة الأردنية.

واستمع رئيس مجلس الأعيان ورؤساء اللجان في المجلس إلى ملاحظات المواطنين حول مختلف القضايا الخدمية والاقتصادية ومختلف قضايا الفقر والبطالة في المحافظة، وأهمية متابعتها مع الجهات الحكومية المعنية، وإيجاد الحلول المناسبة من خلال إقامة المشاريع الاستثمارية التي تشغل الأيدي العاملة.

تابعونا على جوجل نيوز
تصميم و تطوير