العناني: تغيير جذري بالشرق الأوسط يشبه 1948 و1967
توقع نائب رئيس الوزراء الأردني الأسبق الدكتور جواد العناني، انتهاء الحرب التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة خلال فترة لا تتجاوز الثلاثة أسابيع، في ظل تصاعد الجهود الدولية الرامية إلى التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار.
وفي تصريحات لـ"حياة إف إم"، أكد العناني أن الولايات المتحدة وعدد من الوسطاء الدوليين يعملون بجد نحو إبرام صفقة تتضمن إطلاق سراح الأسرى من كلا الجانبين، وبدء برنامج واقعي لإعادة إعمار القطاع.
وقال العناني إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يسعى جاهدًا لعرقلة المفاوضات، مدركًا أن انتهاء الحرب قد يعني نهاية مسيرته السياسية، بل ومحاسبته على ما ارتكبه من انتهاكات خلال العدوان، دون أن يحقق الأهداف التي وعد بها.
تغيرات مرتقبة في الشرق الأوسط
ورأى العناني أن الحرب الدائرة، التي تقترب من دخول عامها الثاني، ستحمل تغيرات جذرية في ملامح الشرق الأوسط، مشابهة من حيث التأثير لما حدث بعد نكبة عام 1948 ونكسة 1967.
وأضاف: "رغم عدم وضوح المخطط القادم، فإن المؤشرات تؤكد أن تغييرات كبرى تلوح في الأفق"، مشيرًا إلى تراجع دور إيران كلاعب رئيسي في الإقليم، وهو ما اعتبره بداية هذا التحول.
لقاء ترامب ونتنياهو... رسائل غير معلنة
وفي حديثه عن العلاقات الأمريكية-الإسرائيلية، تطرق العناني إلى اللقاء الأخير بين الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ونتنياهو، مشيرًا إلى أن ما دار خلف الكواليس يختلف كثيرًا عما ظهر أمام الإعلام، وأن هناك خلافات واضحة بين الطرفين.
واعتبر أن رغبة نتنياهو في استرجاع الأسرى دون شروط هي محاولة لاستعادة شعبيته، لكنها غير واقعية من وجهة نظر الجانب الأمريكي.
ضرورة إعادة هيكلة السلطة الفلسطينية
وفي الشأن الفلسطيني الداخلي، شدد العناني على أن السلطة الفلسطينية تعرضت لتقويض ممنهج من قبل الاحتلال، عبر تضييقات مالية وتقليص دورها في الضفة الغربية، ما أضعف صورتها أمام الشعب الفلسطيني.
ودعا إلى إعادة هيكلتها داخليًا وبمشاركة كافة التيارات الفلسطينية، على أن يتم دعم هذا التوجه عربيًا، وخاصة من الأردن الذي يلعب دورًا محورياً في استقرار الضفة.
أزمة اقتصادية عالمية
وفي الشأن الاقتصادي، حذر العناني من تداعيات أزمة الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب، معتبرًا أن آثارها لن تقتصر على الولايات المتحدة والصين، بل ستمتد إلى معظم دول العالم، بما فيها الأردن.
ورغم تأكيده أن الأردن سيتأثر، إلا أنه طمأن بأن الوضع ليس مقلقًا في الوقت الحالي، مشددًا على أهمية الاستمرار في ربط الدينار الأردني بالدولار الأمريكي حتى تتضح معالم المشهد الاقتصادي العالمي، ومعرفة ما إذا كانت هيمنة الدولار ستستمر، أم أن النظام الاقتصادي العالمي سيتجه نحو تعددية في الأقطاب.

