حادثة ماعين... خبير عسكري يتحدث عن نوع الطائرة وحمولتها

{title}
أخبار الأردن -

قال الخبير العسكري نضال أبو زيد تعليقًا على حادثة سقوط طائرة مسيّرة في منطقة ماعين الأردنية، إنه من المستعبد أن تكون الأراضي الأردنية هدفًا مقصودًا لهذه الطائرة، التي أُطلقت من اليمن في إطار ما يمكن وصفه بـ"الهجمات الرمزية ذات الطابع الردعي"، والتي تُستخدم فيها المسيرات لأغراض الضغط السياسي والإعلامي لا بالضرورة لإحداث أثر عسكري مباشر.

وأوضح في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية، أن المسار الجوي الذي سلكته المسيّرة مرّ – على ما يبدو – بمحاذاة المجال الجوي الأردني، دون أن يخترقه فعليًا، وهو ما يجعل من حادثة السقوط داخل منطقة ماعين نتيجة غير مقصودة.

وبيّن أبو زيد، استنادًا للبيان الرسمي الصادر عن الجهات الرسمية،  أن الرواية الإسرائيلية تُفيد بأن منظومة "القبة الحديدية" اعترضت هدفًا جويًا قبل دخوله المجال الجوي الإسرائيلي، ما يشير إلى أن عملية الاعتراض تمت خارج السيادة الجوية للأردن، إلا أن تفكك هيكل الطائرة بعد إصابتها أو نتيجة تداخل في طبقات الجو العليا، قد أدى إلى انحراف جزء من حطامها أو سقوطها الكامل ضمن الأراضي الأردنية.
 

وأشار إلى أنه من المرجّح أن تكون الطائرة من طراز "يافا-1"، وهي من الطائرات المسيّرة التي تُستخدم عادةً في العمليات غير المباشرة، نظرًا لصغر حجمها وخفة وزنها المحدود، فضلًا عن قدرة حمولتها المتواضعة التي لا تتجاوز عادة ما بين 2 إلى 4 كيلوغرامات من المواد المتفجرة، وبذلك، فإنها لا تشكّل تهديدًا استراتيجيًا صريحًا بقدر ما تحمل رمزية في توسيع دائرة الضغط الجغرافي على إسرائيل.

ولفت أبو زيد الانتباه إلى أن إمكانية التشويش عليها أو فقدان السيطرة الكاملة على مسارها تُعدّ فرضية واقعية ومقبولة ميدانيًا، لا سيّما في ظل تقاطع منظومات الحرب الإلكترونية والتشويش الراداري في المنطقة، وهو ما يُعزز الرأي القائل بأن الطائرة لم تخرج عن مسارها بفعل تخطيط موجه، وإنما بفعل عوامل تقنية أو عمل دفاعي مضاد، أخرجها عن نطاق سيطرتها الأصلية.

وذكر أن حادثة مشابهة وقعت قبل أشهر عدة، حين سقطت مسيرة في شمال الأردن، ما يؤشر إلى أن المنطقة باتت عرضة لما يمكن تسميته بـ"الارتدادات الجانبية للصراعات الجوية في الإقليم"، والتي لا تستهدف الأردن بقدر ما تنعكس على فضائه الجوي بفعل تموضعه الجغرافي الحساس على تخوم ساحات التوتر.
 

وإذا ما أخذنا بعين الاعتبار أن العمق العسكري الإسرائيلي – لا سيّما في مستوطنات الضفة الغربية والقواعد التابعة للمنطقة العسكرية الوسطى – يشكل هدفًا محتملًا وواقعيًا لهذا النوع من المسيرات، فإن اعتراضها قبل بلوغ هذه النقاط يعكس يقظة استخباراتية ودفاعية إسرائيلية، ولكنه في الوقت ذاته يكشف مدى اقتراب الجبهات النشطة من حدود المملكة، واحتمالية تكرار مثل هذه الحوادث مستقبلًا، وفقًا لما صرحّ به لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية.

واستطرد أبو زيد قائلًا إن حادثة ماعين لا يمكن قراءتها بوصفها خرقًا عدائيًا مباشرًا للسيادة الأردنية، بقدر ما تُعدّ إحدى تداعيات انزلاق المنطقة نحو مرحلة من الفوضى الجوية العابرة للحدود، والتي تنطوي على مستويات متعددة من التعقيد والتشظي العملياتي، وتستدعي يقظة مستمرة من قبل الدولة الأردنية وأجهزتها الأمنية والدفاعية.

تابعونا على جوجل نيوز
تصميم و تطوير