ارتفاع كبير في عدد الولادات القيصرية بالأردن

{title}
أخبار الأردن -

 

أكد المجلس الأعلى للسكان أن صحة الأمهات والمواليد تمثل ركيزة أساسية في بناء أسر ومجتمعات سليمة، مشيراً إلى أن المملكة شهدت ولادة نحو 2.9 مليون طفل منذ عام 2010 وحتى عام 2023، أي ما يعادل ربع عدد السكان تقريباً، فيما بلغت نسبة الجنس عند الولادة 105 مواليد ذكور مقابل 100 أنثى.

جاء ذلك في بيان أصدره المجلس اليوم الأحد بمناسبة يوم الصحة العالمي، الذي يُصادف يوم غد، ويحمل هذا العام شعار: "بداية صحية لمستقبل واعد". وشدد المجلس على أن تحسين جودة خدمات رعاية الأم والطفل ضمن أنظمة صحية متكاملة يُسهم في بناء مستقبل أكثر إشراقاً للمجتمع.

وأشار إلى أنه أعد ورقة موقف بعنوان "ضمان حياة صحية وتعزيز الرفاه للجميع في جميع الأعمار"، سيتم عرضها خلال أعمال الدورة 58 للجنة السكان والتنمية في الأمم المتحدة، والتي تنعقد في نيويورك خلال الفترة من 7 إلى 11 نيسان الجاري.

ولفت البيان إلى خطورة زواج القاصرات، الذي شكّل 15% من إجمالي الزيجات لأول مرة خلال الفترة من 2010 إلى 2023، مبيناً أن 4.6% من الأردنيات أنجبن طفلهن الأول قبل بلوغ سن 18، وهو ما يشكل تحدياً صحياً كبيراً.

ودعا المجلس إلى تعزيز الرعاية الصحية الشاملة قبل الحمل وأثنائه وبعد الولادة، إلى جانب التثقيف الصحي والتغذية السليمة والكشف المبكر عن الأمراض المزمنة وسرطان الثدي.

وفيما يتعلق بعمليات الولادة، أشار المجلس إلى أن 43% من الولادات في الأردن خلال عام 2023 كانت قيصرية، ما يستدعي تعزيز ثقافة الولادة الطبيعية الآمنة تحت إشراف طبي متخصص، إضافة إلى أهمية تقديم الدعم النفسي للأمهات أثناء الحمل وبعد الولادة.

كما شدد المجلس على أهمية تحسين خدمات ما بعد الولادة، بما يشمل المتابعة الصحية والنفسية، وتشجيع الرضاعة الطبيعية المطلقة، والتي لا تتجاوز مدتها شهراً واحداً في الأردن، إلى جانب توفير وسائل تنظيم الأسرة، خاصة في ظل وصول الحاجة غير الملباة لتنظيم الأسرة إلى 11%، وترتفع إلى 33% عند احتساب من يستخدمون الوسائل التقليدية.

وفيما يخص صحة المواليد، أكد البيان أهمية الفحص الطبي بعد الولادة، والتطعيمات الأساسية، والتغذية السليمة، مشيراً إلى أن 24% فقط من الأطفال دون سن 6 أشهر يتلقون الرضاعة الطبيعية المطلقة، بحسب نتائج مسح السكان والصحة الأسرية لعام 2023.

وأشاد المجلس بالتقدم الذي حققه الأردن في قطاع الصحة خلال العقدين الماضيين، لا سيما في مجالات التحول الرقمي، وأتمتة سجل وفيات الأمهات، وإطلاق نظام إلكتروني للإبلاغ عن الولادات والوفيات، ما ساهم في تعزيز كفاءة النظام الصحي الوطني.

وبيّن أن الخطة الاستراتيجية لوزارة الصحة للأعوام 2023-2025 تضمنت محاور رئيسية لتحسين الرعاية الصحية الأولية والوقائية، وخفض نسب الأمراض السارية وغير السارية، وتعزيز خدمات الصحة الإنجابية وصحة الطفل.

وأشار المجلس إلى أن هذه الجهود انعكست إيجاباً على المؤشرات الصحية، حيث ارتفع متوسط العمر المتوقع إلى 75.3 سنة في عام 2023، وانخفض معدل وفيات الأطفال دون سن الخامسة إلى 15 حالة لكل ألف مولود حي، كما تراجع معدل وفيات الأمهات إلى 24 حالة لكل 100 ألف ولادة، وانخفضت نسبة زواج القاصرات إلى 11% مقارنة بـ17% في عام 2017.

ورغم هذا التقدم، أشار المجلس إلى استمرار وجود تحديات تتعلق بالصحة الإنجابية، أبرزها محدودية التكامل بين برامج الصحة الإنجابية والرعاية الأولية، وتفاوت جودة الخدمات بين المناطق، وصعوبة وصول بعض النساء إليها، بالإضافة إلى ضعف الوعي المجتمعي بالخدمات المتاحة، ومحدودية مشاركة النساء في اتخاذ القرارات الصحية الخاصة بهن.

واختتم المجلس بدعوة إلى تبني نموذج "صحة الأسرة" في الرعاية الصحية الأولية، والعمل على تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للصحة الإنجابية (2020–2030)، من خلال برامج ومشاريع تسهم في تعزيز صحة ورفاه الأسرة بجميع مكوناتها.

تابعونا على جوجل نيوز
البحر المتوسط لإدارة المواقع الإخبارية الالكترونية