ما يجب فعله لحماية الأمن الغذائي وتجنب الأزمة القادمة

قال خبير الطاقة عامر الشوبكي إن عصر الأرباح الاستثنائية، التي حققتها شركات الفوسفات والبوتاس والأسمدة في الأردن والعالم، وصل إلى نقطة تحوّل حاسمة.
وأوضح في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية أن ذلك يأتي مع إعادة روسيا إلى الأسواق العالمية وتخفيف القيود المفروضة عليها، لا سيما تلك المتعلقة بقطاع الأسمدة والمنتجات الزراعية، مضيفًا أن هذه الطفرة المالية، التي شهدها القطاع خلال السنوات الثلاث الأخيرة، مثلت مرحلة غير مسبوقة في تاريخ هذه الشركات، إذ تجاوزت مكاسبها خلال هذه الفترة إجمالي ما حققته منذ إنشائها، مستفيدة من التغييرات الحادة التي طرأت على خارطة التجارة الدولية نتيجة العقوبات الغربية المفروضة على موسكو.
ونوّه الشوبكي إلى أن العوامل الأكثر تأثيرًا في هذا المشهد هو الانكماش الحاد في صادرات روسيا من الفوسفات، والبوتاس، والأسمدة، وهي التي تعد واحدة من أكبر القوى الإنتاجية، والتصديرية في هذا المجال، مشيرًا إلى أن استعادة روسيا موقعها في السوق، سيرفع معدلات العرض العالمي لهذه السلع الحيوية، الأمر الذي سينعكس حتميًا على تراجع أسعارها في الأسواق الدولية، مما سيؤدي بدوره إلى خفض تكاليف الإنتاج الزراعي عالميًا، وبالتالي إحداث تراجع ملموس في أسعار الغذاء على المستوى الدولي، وهو تطور ستكون له أبعاد اقتصادية واستراتيجية عميقة.
ودعا الشركات الوطنية بإعادة تموضعها الاستراتيجي، من خلال رفع كفاءة عملياتها الإنتاجية، وتعزيز مرونتها التشغيلية، وتبني سياسات خفض التكاليف، وذلك لضمان قدرتها على التكيف مع بيئة المنافسة الدولية الجديدة، التي ستصبح أكثر تعقيدًا وأقل احتكارًا.
ولفت الشوبكي الانتباه إلى أن المرحلة الراهنة تفرض على صناع القرار استثمار هذه التغيرات لتعزيز منظومة الأمن الغذائي الوطني، عبر تبني استراتيجيات مستدامة تستهدف تحصين الاقتصاد الزراعي من تداعيات التقلبات السوقية، وإرساء دعائم أكثر متانة لاستقرار الأسعار محليًا وإقليميًا، بما يضمن تفادي تداعيات الأزمات الاقتصادية المفاجئة، ويؤسس لمرحلة أكثر توازنًا في إدارة الموارد الوطنية.