السبايلة لـ"أخبار الأردن": تصاعد الأصوات الناقدة لحماس طبيعي
قال خبير الشأن الاستراتيجي الدكتور عامر السبايلة إن تصاعد الأصوات الناقدة لحركة حماس داخل قطاع غزة لم يكن انقلابًا مفاجئًا أو تحولًا غير متوقع في المزاج الشعبي، فهو نتيجة حتمية لمسار الحرب الممتد واستنزافه العميق للقدرة الإنسانية على التحمّل، لا سيما في ظل غياب أي أفق سياسي واضح أو مسار استراتيجي يفضي إلى مخرج مستدام للأزمة.
وأوضح في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية أنه من المنطقي، بل والمتوقع، أن تزداد وتيرة السخط الداخلي كلما طال أمد النزاع، وتراكمت تبعاته النفسية والاجتماعية، وتعمّقت حالة الإحباط الجمعي الناجم عن استمرارية المشهد ذاته دون بوادر حلٍّ حقيقي.
وبيّن السبايلة أن قرار استئناف الحرب، والذي ارتبط بشكل مباشر بملف الرهائن، قد شكّل نقطة انعطاف دفعت نحو تصعيد حالة الاحتقان الداخلي، إذ بات واضحًا أن الدوامة المستمرة من التصعيد والتراجع لم تُفضِ إلى أي تحولات نوعية من شأنها تحقيق انفراجة ملموسة.
وأشار إلى أنه في ظل استمرار حماس في تبني سياساتها دون إعادة تقييم جوهري لمساراتها، فإن حالة التململ الشعبي تبدو مرشحة للتفاقم، لا بفعل المعاناة الآنية فحسب، وإنما أيضًا بسبب تآكل الثقة بجدوى الاستمرار في هذا النمط من المواجهة المفتوحة، التي لم تجلب سوى مزيد من الدمار والضغوط على المجتمع المحاصر أصلًا.
ونوّه السبايلة إلى أن كل يوم إضافي تستمر فيه الحرب دون تحقيق تقدم جوهري على أي من المستويات السياسية أو العسكرية أو الإنسانية، يزيد من احتمالية تفجر التناقضات الداخلية وتصاعد موجات الغضب التي قد تتحول مع مرور الوقت إلى عامل مؤثر في صياغة ملامح المشهد الداخلي، سواء من حيث طبيعة العلاقة بين حماس والبيئة المجتمعية في غزة، أو من حيث ديناميكيات التأثير الأوسع على المعادلات الإقليمية والدولية المرتبطة بالصراع.
