ما وراء الهجمات على اليمن.. مخطط لقلب موازين القوى

{title}
أخبار الأردن -

 

أحمد الرقب

اشتعلت الجبهة اليمنية منذ أن أعلنت جماعة أنصار الله (الحوثيين) استئناف عملياتها العسكرية في البحر الأحمر ضد سفن الاحتلال الإسرائيلي، وذلك بعد انتهاء المدة التي حددتها للسماح بإدخال المساعدات إلى قطاع غزة.

وما هي إلا أيام قليلة، حتى بدأ الجيش الأميركي استهداف مواقع يمنية، فيما توعد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الحوثيين باستخدام أقوى درجات القوة ضد قواعدهم، ومحاسبة الجماعة على هجماتها في البحر الأحمر، مهددًا باستخدام ما وصفها بالقوة المميتة الساحقة ضدهم.

وقال عبر منصته "تروث سوشيال": "أمرت الجيش الأميركي بشن عملية عسكرية حاسمة وقوية ضد الإرهابيين الحوثيين في اليمن. لقد شنوا حملة مستمرة من القرصنة والعنف والإرهاب ضد السفن والطائرات والطائرات المسيرة الأميركية وغيرها".

وأضاف: "لن نتسامح مع هجوم الحوثيين على السفن الأميركية. سنستخدم القوة المميتة الساحقة حتى نحقق هدفنا. لقد خنق الحوثيون حركة الشحن في أحد أهم الممرات المائية في العالم، مما أدى إلى توقف قطاعات واسعة من التجارة العالمية، وهاجموا المبدأ الأساسي لحرية الملاحة الذي تعتمد عليه التجارة الدولية".

وفي رسالة للحوثيين، أكمل ترامب حديثه: "إلى جميع الإرهابيين الحوثيين، لقد انتهى وقتكم، ويجب أن تتوقف هجماتكم ابتداءً من اليوم. إن لم يتوقفوا، فستمطر عليكم جهنم كما لم تروا من قبل!" مضيفًا: "ينفذ مقاتلونا الشجعان الآن هجمات جوية على قواعد الإرهابيين وقادتهم ودفاعاتهم الصاروخية لحماية الشحن الأميركي والأصول الجوية والبحرية، ولإستعادة حرية الملاحة. لن تمنع أي قوة إرهابية السفن التجارية والبحرية الأميركية من الإبحار بحرية في الممرات المائية في العالم".

أما وزير خارجية اليمن شائع الزنداني، فقد قال إن استئناف هجمات الحوثيين في البحر الأحمر يهدد استقرار وأمن المنطقة، ويضر بالمصالح اليمنية، ويمثل تهديدًا جديدًا لحرية الملاحة البحرية والدولية وأمن المنطقة.

وكان زعيم جماعة أنصار الله الحوثيين عبد الملك الحوثي، قد أعلن الأربعاء الماضي، عن قرار الجماعة استئناف حظر ملاحة السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر وخليج عدن، الذي دخل حيز التنفيذ، في حين رحبت المقاومة الفلسطينية بهذه الخطوة.

الأبعاد السياسية والعسكرية للهجمات الأميركية

قال الخبير العسكري والاستراتيجي نضال أبو زيد تعليقًا على الضربات الأميركية، إنه توقع العملية في بداية عام 2025، وأن يكون الربع الأول عنوانًا لعملية أميركية مشتركة ضد الحوثيين.

وأضاف أبو زيد أن الأهداف التي تم قصفها في العملية الجوية تركزت في مناطق البيضاء وصعدة وصنعاء، بالإضافة إلى مراكز تدريب في مأرب، ما يشير إلى أن هذه، على ما يبدو، هي المرحلة الأولى من العملية ضد الحوثيين، وهي ما تعرف عسكريًا بعملية التجريد، أي بمعنى تجريد الحوثيين من قدرات الرد على الطيران الأميركي.

ولفت أبو زيد إلى أن العملية قد تأخذ شكلًا أكثر توسعًا، وقد تنضم إليها الطائرات البريطانية والإسرائيلية بعد أن يكون سلاح الجو الأميركي قد قام بتهيئة مسرح العمليات.

وأشار أبو زيد إلى أنه قد يتم تطوير الموقف التعبوي والتحول نحو عملية برية لاستثمار الفوز وإدامة زخم العملية الجوية، لكن لن تشارك أي من الدول التي شاركت في العملية الجوية في أي عمل بري. بل من المتوقع أن تقوم بدعم قوات ما يعرف بالشرعية شرق اليمن بالآليات والأسلحة والإسناد الجوي لمواجهة الحوثيين برًا في غرب اليمن.

وتوقع أبو زيد أن لا تنجح العملية في تحقيق أهدافها لأسباب جغرافية وديموغرافية تتعلق باليمن، بل توقع أن يكون هناك رد قريب من قبل الحوثيين على قواعد أميركية قريبة في جيبوتي أو على بعض الأهداف الإسرائيلية.

خبير عسكري: ما يقوم به ترامب يتجاوز الحوثيين

أكد الخبير العسكري العميد إلياس حنا أن الضربات الجوية الأميركية التي مناطق يمنية تعكس رغبة واشنطن في استعادة السيطرة على الممرات المائية، وتوجيه رسالة أكثر صرامة إلى إيران.

ووصف حنا السلوك الأميركي في اليمن بأنه مختلف هذه المرة، إذ لا يهدف فقط إلى ردع الحوثيين، بل يسعى إلى فرض ترتيب جديد في المنطقة. لكنه أشار في الوقت ذاته إلى أن الولايات المتحدة تواجه مأزقًا، حيث إن أيًا من الطرفين لن يتمكن من فرض إرادته على الآخر.

وأوضح أن واشنطن غير قادرة على إيقاف هجمات الحوثيين، الذين يستطيعون تعطيل الملاحة في البحر الأحمر باستخدام مسيّرة واحدة أو صاروخ. وفي المقابل، لا يستطيع الحوثيون التراجع عن دعم المقاومة في غزة تحت الضغط الأميركي، لكنهم في الوقت ذاته لا يرغبون في تصعيد يجرهم إلى مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة.

أهداف جديدة وتحضير لعملية أوسع

وصف الخبير العسكري العملية الأميركية بأنها كبيرة ومباشرة، واستهدفت مواقع جديدة وربما قيادات حوثية، وهو ما يميزها عن الضربات السابقة. لكنه استبعد في الوقت الراهن أي غزو بري لليمن، مشيرًا إلى أن تنفيذ مثل هذه العملية يتطلب إعدادًا دقيقًا وتحالفًا إقليميًا، وهو أمر غير مرجح في ظل رفض دول المنطقة الانخراط في حرب جديدة.

وأشار إلى أن ترامب يحاول عزل الحوثيين عبر استهداف الرادارات والأنفاق، مرجحًا أن يكون الهجوم الأخير مقدمة لعملية عسكرية أكبر مستقبلاً.

تابعونا على جوجل نيوز
تصميم و تطوير