اختبار سريع للكشف المبكر عن التوحد

تقدر منظمة الصحة العالمية أن واحدًا من كل 100 طفل في العالم مصاب بالتوحد. ومع ذلك، قد لا يتم تشخيص التوحد إلا في مراحل متأخرة من الطفولة أو حتى في مرحلة البلوغ، وذلك بسبب فترات الانتظار الطويلة للحصول على التشخيص. يؤدي هذا التأخير إلى تحديات كبيرة للأسر ومقدمي الرعاية الصحية في توفير التدخل المبكر المناسب.
ولمواجهة هذه المشكلة، طور العلماء اختبار "إيه كيو 10" (AQ-10)، وهو أداة مساعدة للكشف المبكر عن التوحد، حيث يساعد على تحديد الحاجة إلى إجراء فحوصات إضافية، مما يضمن تقديم الدعم المناسب في الوقت المناسب، وفقًا لصحيفة ديلي ميل البريطانية.
ما هو التوحد؟

تعرف منظمة الصحة العالمية التوحد، أو اضطراب طيف التوحد، بأنه اضطراب عصبي يؤثر في تطور الدماغ ويتميز بصعوبات في التفاعل الاجتماعي والتواصل، إضافة إلى أنماط سلوكية واهتمامات محدودة ومتكررة. وهو ليس مرضًا قابلاً للعلاج، لكنه اضطراب يمكن التعامل معه بطرق تضمن للأفراد المصابين به حياة أفضل.
يختلف تأثير التوحد من شخص لآخر، حيث يمكن للبعض العيش دون الحاجة إلى دعم مستمر، بينما يحتاج آخرون إلى مساعدة دائمة في حياتهم اليومية. كما أن بعض المصابين يمتلكون مهارات وقدرات فريدة قد تمكنهم من تحقيق نجاحات كبيرة مع الدعم المناسب.
أعراض التوحد
تختلف أعراض التوحد من شخص لآخر، ولكن هناك بعض العلامات الشائعة التي قد تشير إلى اضطراب طيف التوحد، ومنها:
صعوبة في التواصل الاجتماعي وفهم مشاعر الآخرين.
التفاعل المحدود مع الأشخاص المحيطين.
تكرار الأفعال أو الكلمات بطريقة نمطية.
حساسية مفرطة للأصوات أو الأضواء أو اللمس.
صعوبة في فهم النوايا والمشاعر من خلال تعبيرات الوجه أو لغة الجسد.
أداة سريعة وفعّالة للكشف المبكر
يُعد مقياس "إيه كيو 10" (AQ-10) استبيانًا يمكن للأطباء استخدامه لتحديد ما إذا كان الشخص بحاجة إلى فحوصات إضافية لتقييم التوحد. يساعد هذا الاختبار على تسريع عملية التشخيص وتوجيه الأفراد إلى الفحوصات المتخصصة، لكنه ليس أداة تشخيص نهائية، بل خطوة أولى للمساعدة في تقديم الرعاية المناسبة في وقت مبكر.
يتكون هذا الاختبار من 10 أسئلة بسيطة تهدف إلى قياس قدرة الطفل على التفاعل الاجتماعي، والتعامل مع المشاعر والمواقف الاجتماعية. ويشير الحصول على 6 نقاط أو أكثر إلى ضرورة إجراء فحوصات إضافية.
تشمل الأسئلة مواضيع مثل:
مدى قدرة الطفل على التركيز على التفاصيل الدقيقة.
فهم تعبيرات الوجوه والتفاعل الاجتماعي.
الشعور بالملل أو التوتر في المواقف الاجتماعية.
القدرة على إدارة التحديات اليومية والضغوطات.
التركيز على المهام لفترة طويلة.
مدى الاهتمام بمجموعة متنوعة من الأنشطة بدلاً من التركيز على موضوع واحد فقط.
أهمية الكشف المبكر عن التوحد
يساعد الكشف المبكر عن التوحد في توفير الدعم والتدخل العلاجي المناسبين في مرحلة يكون فيها تأثير هذا الدعم أكثر فعالية. كلما تم التعرف على التوحد مبكرًا، زادت فرص الأطفال لاكتساب مهارات اجتماعية وتواصلية تساعدهم على التكيف مع محيطهم.
يشمل الدعم المتاح:
العلاج السلوكي لتحسين المهارات الاجتماعية والتواصلية.
الدعم التعليمي لمساعدة الأطفال على التفاعل في البيئة المدرسية.
التوجيه الأسري لمساعدة الأهل على فهم احتياجات الطفل بشكل أفضل.
ختامًا
يُعد اختبار "إيه كيو 10" (AQ-10) خطوة مهمة في الكشف المبكر عن التوحد، لكنه لا يغني عن الفحوصات المتخصصة. ويمكن أن يساعد التشخيص المبكر في تقديم الدعم المناسب للأطفال، مما يمكنهم من تحقيق تطور أفضل في حياتهم اليومية.