أبو طير لـ"أخبار الأردن": حالة احتقان عراقية سورية ملاحظة

{title}
أخبار الأردن -

 

قال مستشار شؤون الأزمات ماهر أبو طير إن العلاقات العراقية - السورية في هذه المرحلة المفصلية من تاريخ المنطقة تشهد حالة من الاحتقان المتزايد، تُنذر بتداعيات عميقة قد تمتد إلى ما هو أبعد من حدود البلدين، لتفتح الباب على مصراعيه أمام سيناريوهات خطيرة تُهدد الأمن والاستقرار الإقليميين.

وأوضح في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية أن هناك مؤشرات تدل على وجود محاولات حثيثة لخلق بيئة متوترة، تتقاطع فيها الاعتبارات السياسية مع الحسابات المذهبية والجيوستراتيجية، الأمر الذي يطرح تساؤلات جوهرية حول طبيعة المرحلة المقبلة وسبل تفادي الانزلاق نحو مواجهات مفتوحة.

وبيّن أبو طير أنه لا يمكن فهم طبيعة التوتر الحالي بين العراق وسوريا بمعزل عن الأبعاد التاريخية والجغرافية والديموغرافية التي ظلت على مدى عقود تُشكل الإطار العام للعلاقات بين البلدين، فهذه الحدود الممتدة على مساحات شاسعة ظلت معابر للتفاعل والتشابك الاجتماعي والسياسي، في ظل تداخل عميق بين القبائل والعشائر والمكونات المجتمعية على جانبي الحدود.

وحذّر من أن الأجواء المشحونة التي تخيم على منصات التواصل الاجتماعي تأتي لتراكمات تاريخية، وتوترات مذهبية، تفاقمت بفعل المتغيرات الإقليمية المتسارعة، مع ما يضاف إلى ذلك من تصاعد الدعوات داخل العراق للمطالبة بطرد اللاجئين السوريين، وهي دعوات تحمل دلالات خطيرة تُعكس حجم الاحتقان الداخلي وتُنبئ بإمكانية انفجار الوضع في أي لحظة.
وفي ظل تصاعد التوتر المذهبي في العراق، خاصةً بين مكوناته السُنية والشيعية، تزداد المخاوف من أن يتحول هذا الصراع إلى عامل يُغذي عدم الاستقرار على الجانب السوري، خاصة في المناطق الحدودية التي تُعد امتدادًا طبيعيًا للتكوينات الاجتماعية والسياسية داخل العراق، وفقًا لما صرّح أبو طير لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية.

وذكر أن تصاعد التوتر بين العراق وسوريا لا يمكن فصله عن السياق الإقليمي الأوسع، حيث تتداخل مصالح القوى الإقليمية والدولية في تحديد ملامح المشهد السياسي والأمني، فالعراق، الذي يُعاني من انقسامات داخلية وصراع نفوذ بين أطراف إقليمية، يجد نفسه عالقًا بين ضغوط التوازنات الداخلية وضرورات الحفاظ على علاقاته الخارجية، فيما يُحاول النظام السوري استعادة موقعه الإقليمي وسط تحولات سياسية وأمنية متسارعة، في ظل انفتاحٍ محدود على المحيط العربي ومساعٍ لتعزيز علاقاته مع دول الجوار، وعلى رأسها الأردن والعراق.

وأكد أبو طير ضرورة تكثيف الجهود الدبلوماسية الإقليمية والدولية، بهدف نزع فتيل الأزمة وفتح قنوات تواصل حقيقية، منوهًا إلى ما تتطلبه المرحلة المقبلة من تحركات استباقية، تُركز على تعزيز الاستقرار الداخلي في البلدين، واحتواء النزاعات المذهبية، وتجنب الوقوع في فخ التصعيد الذي قد يُفضي إلى تداعيات كارثية تتجاوز حدود العراق وسوريا، لتمتد إلى مجمل المشهد الإقليمي.
وبينما تظل الأجواء مشحونة بالتوتر والتوجس، يُصبح الحفاظ على التوازن الإقليمي مسؤولية جماعية، تتطلب يقظة مستمرة وتعاونًا فاعلًا، يُعزز فرص التهدئة ويُجنب المنطقة مزيدًا من الانزلاق نحو الفوضى والاضطراب.

تابعونا على جوجل نيوز
تصميم و تطوير