رسائل الأردن وسوريا... بوابة لإقليم موحد ومنتظر

قال الخبير العسكري محمد المغاربة إن اجتماع عمان الخماسي لدول جوار سوريا برز بوصفه محطة مفصلية في إعادة رسم معالم التعاون الإقليمي، وخلق ديناميكيات جديدة ترتكز على المصالح المشتركة وتعزيز الأمن والاستقرار.
وأوضح في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية أن الدولة السورية تقدمت بطلب حثيث لتسريع فتح المعابر والحدود البرية، لا سيما مع الأردن، بالنظر إلى الأهمية الاستراتيجية البالغة التي تمثلها هذه الحدود، لما تحمله من أبعاد معنوية واجتماعية تعزز التلاحم العضوي بين سوريا ومحيطها العربي، وتعيد توثيق الروابط التاريخية بين مكونات الأمة العربية.
وبيّن المغاربة أنه لا يمكن فهم هذه المطالبة بمعزل عن التطورات الأمنية الأخيرة في سوريا، والتي بلغت ذروتها في الأحداث التي شهدها الساحل السوري خلال الأيام القليلة الماضية، غير أن الدولة السورية الجديدة، بقيادة الرئيس أحمد الشرع، أثبتت قدرة استثنائية على التعامل مع هذه التحديات عبر نهج أمني متماسك واستراتيجية ميدانية حازمة، استطاعت من خلالهما احتواء الأزمة في مهدها وإجهاض تداعياتها المحتملة، مضيفًا أن هذا الإنجاز الأمني جاء مترافقًا مع أداء سياسي مسؤول اتسم بالحكمة والبراغماتية، ما عزز مصداقية القيادة السورية وأعاد ترسيخ هيبة الدولة.
ونوّه إلى أن التنسيق الأمني والسياسي الوثيق بين دمشق وعمان، والذي عكس مستوىً عالٍ من الانسجام والتفاهم، أسهم في تسريع وتيرة هذه التحولات، حيث أدرك صانعو القرار في البلدين أن إزالة الحواجز والقيود التي تحول دون عودة اللاجئين السوريين تمثل ضرورة استراتيجية ملحة، فاستعادة زخم العلاقات الطبيعية بين الشعبين الشقيقين لا تعكس فقط بعدًا إنسانيًا واجتماعيًا، بقدر ما تمثل امتدادًا لتشمل جوانب أمنية، وسياسية، واقتصادية، تجعل من التكامل بين البلدين خيارًا استراتيجيًا لا غنى عنه.
واستطرد المغاربة قائلًا إن التحولات السياسية الإيجابية التي تشهدها سوريا، والتي تُوجت مؤخرًا بالاتفاق التاريخي مع المكون الكردي، تأتي لتعزز مناخ الاستقرار الداخلي، وتفتح آفاقًا جديدة للتوافق الوطني، مشيرًا من جهة أخرى، إلى أن الأردن يلعب دورًا محوريًا في تحقيق الاستقرار جنوب سوريا، حيث يُرتقب الإعلان عن توافقات جوهرية مع المكون الدرزي في السويداء وجبل العرب، إلى جانب تفاهمات مع الفصائل المسلحة في حوران، ويعود هذا التأثير الأردني إلى موقعه الجغرافي الاستراتيجي، وقدراته اللوجستية والأمنية، ودوره الفاعل في تعزيز جهود المصالحة الوطنية السورية.
وذكر أن هذه التطورات المتسارعة تضع الأردن في موقع متقدم على مستوى أمن الحدود، وتفتح المجال أمام استعادة النشاط الطبيعي للمعابر البرية، وصولًا إلى تحقيق تكامل شامل في مختلف المجالات.
ولفت المغاربة الانتباه إلى أن بناء شراكة استراتيجية بين الأردن وسوريا يعد ضرورة حتمية تفرضها مصالح البلدين ومقتضيات الأمن القومي العربي، ما يستدعي توظيف كافة الإمكانات والموارد لتحقيق هذه الرؤية الطموحة.