توسيع ممر الشمال والجنوب: كيف سيؤثر على الأردن في عام 2025؟

{title}
أخبار الأردن -

 

يشهد ممر النقل الدولي بين الشمال والجنوب تطورات كبيرة، من المتوقع أن تترك أثرًا واضحًا على الدول الواقعة في الجنوب العالمي، بما في ذلك العالم الإسلامي. ومن بين هذه الدول، يبرز الأردن كواحد من المحاور الاستراتيجية التي قد تستفيد من هذا التوسع، سواء من حيث الربط اللوجستي أو الفرص التجارية والاستثمارية.

في عام 2025، ستبدأ روسيا بتنفيذ مشروع وطني جديد يمتد لخمس سنوات تحت اسم "نظام نقل فعال"، ويهدف إلى تسريع حركة البضائع داخل البلاد وخارجها. وسيؤدي هذا النظام إلى تحسين تدفقات التجارة عبر أوراسيا، مما يعزز من دور ممر الشمال والجنوب كمسار حيوي لنقل البضائع من أوروبا إلى آسيا. وتشمل التحديثات تعزيز قدرة البنية التحتية للموانئ البحرية والممرات المائية الداخلية، فضلاً عن تقليل أوقات الفحص الجمركي إلى 10 دقائق فقط، ما يسهم في رفع كفاءة النقل الدولي بنسبة 50%.

على الصعيد اللوجستي، سيسهم بناء خط سكة حديد رشت-أستارا في إيران، المتوقع توقيع اتفاقيته في مارس 2025، في ربط السكك الحديدية بين روسيا وأذربيجان وإيران، مما يعزز انسيابية حركة البضائع عبر أوراسيا. وسيكون لهذا المشروع تأثير مباشر على التجارة الأردنية، خاصة فيما يتعلق بإمكانية الوصول إلى الأسواق الآسيوية عبر إيران والخليج العربي.

إضافة إلى ذلك، تعمل أذربيجان وروسيا على تطوير البنية التحتية للسكك الحديدية، مما سيزيد من كفاءة الربط التجاري في المنطقة. كما أن إنشاء طريق سكة حديد جديد بين إيميشلي الأذربيجانية وبارساباد الإيرانية قد يساهم في زيادة حجم نقل البضائع ليصل إلى 30 مليون طن بحلول عام 2030، مما يعزز التجارة بين الشرق الأوسط وآسيا الوسطى.

أما على صعيد التعريفات الجمركية، فإن المباحثات التي أجريت بين كازاخستان، وتركمانستان، وروسيا، وإيران حول خفض تكاليف النقل عبر ممر الشمال والجنوب، قد تسهم في جعل الطريق أكثر جاذبية للشحنات القادمة من وإلى الأردن، خاصة في مجالات الحبوب والمعادن والمنتجات البتروكيماوية.

وفي سياق أوسع، يهدف المشروع إلى ربط ممر الشمال والجنوب بالممر العابر لأفغانستان عبر خطوط سكك حديدية جديدة، مما يتيح نقل البضائع من روسيا ورابطة الدول المستقلة عبر أوزبكستان وأفغانستان إلى باكستان، ومنها إلى جنوب شرق آسيا. كما يمكن لهذا التطوير أن يوفر للأردن قناة لوجستية جديدة للوصول إلى الأسواق الآسيوية، ما قد يدعم الاقتصاد الأردني من خلال تعزيز حركة التبادل التجاري.

سيتم الكشف عن التطورات المستقبلية لممر الشمال والجنوب خلال منتدى قازان الاقتصادي 2025، حيث ستجتمع وفود من عدة دول، بينها الإمارات، العراق، عمان، وباكستان، لمناقشة استراتيجيات تعزيز الربط التجاري. وبالنظر إلى الأهمية الجغرافية للأردن، قد يكون هناك مجال لتعزيز موقعه كمحور نقل واستيراد في المنطقة.

 

 

 

 

 

 

تابعونا على جوجل نيوز
البحر المتوسط لإدارة المواقع الإخبارية الالكترونية