توضيح حول تعديل الإجازات السنوية

د. أحمد سليمان الخوالدة
ملاحظة مهمة: يوجد في نهاية المنشور تفسير للفرق بين العطل الرسمية والعطل الأسبوعية، وهو مهم جدًا.
بحسب المادة (49/ب/2) من نظام إدارة الموارد البشرية 2024 وتعديلاته، فإن الأعياد والعطل الرسمية إذا وقعت أثناء الإجازة تُحسب من ضمنها. وللتوضيح وإزالة اللبس، سنعرض النقاط التالية:
أولًا: المعلم لا يتمتع بهذه الإجازة كونه يحصل على إجازة ما بين الفصلين، الإجازة الصيفية، والسبعة أيام العرضية الخاصة بالمعلمين غير مشمولة بأحكام هذه المادة، لأن المادة التي تخصهم هي المادة (53/ج) وهي العرضية وليست السنوية.
ثانيًا: قبل صدور هذا النظام وتعديلاته، كان الموظف إذا أراد الحصول على إجازة سنوية ليومي الخميس والأحد، لا يقوم بكتابتها متصلة بنفس الإجازة، وإنما يفصل يوم الخميس بورقة، والأحد بورقة إجازة أخرى. وهذا هو المتبع سابقًا، فلم يكن يضع أيًّا من أيام العطل ضمن إجازته السنوية.
ثالثًا: في نظام إدارة الموارد البشرية، إذا أراد الموظف كتابة إجازة، فعليه الكتابة بنفس الآلية التي كان يتبعها سابقًا، أي الخميس بورقة، والأحد بورقة، وعليه يُحسم يومان فقط لا غير، هما الخميس والأحد من رصيد إجازته السنوية.
رابعًا: إذا قام الموظف بكتابة إجازة سنوية لعدة أيام، مثلًا من يوم الأحد إلى يوم الثلاثاء (أي 3 أيام)، وأثناء عطلته أصدرت الحكومة عطلة رسمية يوم الاثنين لأي سبب كان، يُخصم منه 3 أيام وليس 2 كما كان متبعًا سابقًا. وكذلك، لو كتب الموظف إجازة متصلة بنفس ورقة الإجازة من يوم الخميس إلى يوم الأحد، يُخصم منه 4 أيام، مع أنه يستطيع كتابتها منفصلة: الخميس بورقة، والأحد بورقة، وبذلك يُخصم يومان فقط.
خامسًا: الهدف تنظيمي بحت ويمنع عدة تجاوزات كانت تحدث سابقًا. ومن حالات التلاعب التي كانت قائمة:
أ- بعض الموظفين سابقًا كانوا يكتبون إجازة سنوية من رصيد السنة السابقة من الخميس إلى الأحد، ويضعون في نفس ورقة الإجازة عدد الأيام المخصومة على أنها 4 أيام سنوية، وهم يعلمون مسبقًا أنه سيتم استرداد يومين، لكن لا يتم إعادتهما لرصيدهم السنوي، بل يتم تحويلهما لما يُعرف بـ"يوم إداري بدل إجازة"، وينقلونه معهم إلى السنة الجديدة، وبالتالي يقومون بتجميع الإجازة لأكثر من سنتين تحت مسمى أيام إدارية بخلاف النظام آنذاك. ونفس الأمر يُطبق في الأيام التي يتوقع صدور عطلة رسمية فيها، مثل كتابة يوم إجازة عن اليوم المتوقع أنه أول يوم عيد، ثم تحويل اليوم من سنوي إلى يوم إداري لترحيله من خلال التلاعب من سنة سابقة.
ب- بعض الموظفين ممن تتطلب طبيعة عملهم الدوام في الأعياد والعطل الرسمية كانوا يتقدمون قبل فترة طويلة جدًا بإجازة في اليوم الذي يصادف عيدًا أو عطلة رسمية، بحجة أن لديهم أمرًا محددًا، وتقوم بعض الإدارات بالموافقة عليها، فيضمنون بذلك الحصول على عطلة في تلك الأيام، ويبقى عبء العمل على بقية زملائهم. وكانوا يكررون ذلك بشكل متكرر، وبالتالي لا تُخصم من إجازاتهم، ويصادرون حق زملائهم في أن يتم توزيع أيام العمل بينهم ضمن العطلة.
هذه الحالات كانت تحدث بعلم بعض الإدارات على مبدأ المحسوبيات لبعض الأشخاص، في حين لا يُسمح للبعض الآخر بعملها. ومن خلال التعديل الأخير، تم الحد من هذه الحالات.
أمثلة توضيحية:
المثال الأول:
علي معلم مدرسة، وحدث لديه أمر طارئ استدعى أن يتغيب يومي الخميس والأحد، يُخصم من إجازته العرضية فقط يومان، حتى لو كتبهما في إجازة متصلة من الخميس إلى الأحد بنفس الورقة، لأن ما يُطبق عليه هو الإجازة العرضية وليست الإجازة السنوية، بصفته معلمًا.
المثال الثاني:
خالد موظف في دائرة حكومية تعطل أعمالها يومي الجمعة والسبت، وحصل على إجازة مرضية مدتها 4 أيام من يوم الخميس إلى يوم الأحد، يُخصم من خالد فقط يومان من رصيد الإجازات المرضية، لأن أحكام الإجازة المرضية تختلف عن أحكام الإجازة السنوية.
المثال الثالث:
مالك موظف حكومي، والوزارة التي يعمل بها تعطل أعمالها يومي الجمعة والسبت. إذا كتب إجازة من يوم الخميس إلى يوم الأحد بنفس ورقة الإجازة، يُخصم منه 4 أيام إجازة سنوية، لأن العطلة وقعت أثناء مدة الإجازة المكتوبة.
المثال الرابع:
مالك في المثال السابق، لكنه كتب إجازة سنوية يوم الخميس بورقة منفصلة، والأحد بورقة منفصلة، فيُخصم منه يومان فقط، لأن العطلة لم تقع أثناء مدة الإجازة التي كتبها.
الخلاصة:
النظام الجديد حدّ من حالات تلاعب معينة كانت قائمة بعلم بعض الإدارات أو بجهل منها، بناءً على مبدأ المحسوبية. ولم يتم التعدي على الرصيد السنوي لإجازات الموظف الحكومي كما فَهِمَها البعض، بل أصبح الموظف مُطالبًا بكتابتها بدقة.
وإذا أردنا الدخول في التفسير لهذه النقطة، وليس مجرد التوضيح، فسنصل إلى ما يلي:
يومي الجمعة والسبت، إذا كانا عطلة أسبوعية، فهما ليسا من العطل الرسمية، بل يُسميان عطلة أسبوعية. أما العطل الرسمية، فهي التي تصدر بقرار من المرجع المختص، مثل عيد الاستقلال، والمولد النبوي، والإسراء والمعراج. وبالتالي، فإن يومي الجمعة والسبت لا يُخصمان من الإجازة إذا وقعا ضمن الإجازة السنوية، في حال كانت طبيعة عمل الدائرة تقتضي العطلة الأسبوعية يومي الجمعة والسبت.
ملاحظة: تم ذكر التوضيح والتفسير معًا، رغم الاختلاف بينهما، لسبب مهم جدًا، وهو أنه إذا لم يقتنع المرجع المعني بالدائرة بالفرق بين العطل الرسمية والعطل الأسبوعية، فإنه قد يعتدي على حق الموظف ويصادر أيامه السنوية. لذا، من الأفضل أن يصدر تفسير رسمي من الجهة المعنية لتوضيح الفرق بين العطلة الرسمية والأسبوعية.
