دراسة: قلة النوم تزيد احتمالات الإصابة بأمراض مزمنة

{title}
أخبار الأردن -

 

على الرغم من أن الجميع يعلم أهمية النوم، إلا أن تزايد المسؤوليات والمشتتات في حياتنا قد يدفعنا لتقليص ساعات النوم. ومع ذلك، تشير دراسة جديدة إلى أن الحرمان من النوم، حتى لو كان لمرة واحدة فقط، قد يؤدي إلى اضطراب كبير في جهاز المناعة ويزيد من احتمالية الإصابة بعدد من الأمراض المزمنة مثل السمنة، السكري، وأمراض القلب.

الحرمان من النوم وأثره على الجسم

تشير الدراسات السابقة إلى تبعات الحرمان المزمن من النوم، مثل تغير المزاج، انخفاض القدرات المعرفية، وزيادة خطر الإصابة بمشاكل صحية مثل النوبات القلبية والسكتات الدماغية. وهناك أدلة قوية تربط بين النوم السيء وتطور هذه الأمراض، كما أن هذه الحالات غالبًا ما تكون مدفوعة بالالتهابات المزمنة في الجسم.

في دراسة جديدة أجراها معهد دسمان للسكري في الكويت، تم تحليل تأثير الحرمان من النوم على الخلايا المناعية، وخاصة الخلايا الوحيدة، وعلاقتها بالالتهابات المزمنة.

التهاب مزمن والخلايا المناعية

"الالتهاب المزمن" هو استجابة التهابية طويلة الأمد، حيث يظل الجهاز المناعي نشطًا لفترة طويلة دون وجود تهديد أو إصابة واضحة، مما قد يؤدي إلى تدمير الأنسجة السليمة في الجسم. الخلايا الوحيدة، وهي نوع من خلايا الدم البيضاء، تلعب دورًا رئيسيًا في جهاز المناعة الفطري، الذي يعد الخط الدفاعي الأول ضد الأمراض. وقد أظهرت الدراسة أن قلة النوم يمكن أن تؤدي إلى زيادة الالتهاب في الجسم من خلال تغيير خصائص هذه الخلايا المناعية.

نتائج الدراسة

قام الباحثون بتحليل 276 شخصًا بالغًا، ووجدوا أن الأشخاص الذين يعانون من السمنة كانوا يعانون من جودة نوم أقل وارتفاع في مستويات الالتهاب المزمن، بالإضافة إلى زيادة في عدد الخلايا الوحيدة غير التقليدية، التي ترتبط بزيادة الالتهاب.

كما أظهرت الدراسة أن الحرمان من النوم لمدة 24 ساعة فقط يمكن أن يؤدي إلى تغير في طبيعة الخلايا الوحيدة لدى الأشخاص النحفاء، ليشبهوا في خصائصهم الأشخاص الذين يعانون من السمنة. وهذا التغيير في الخلايا يعزز الالتهاب المزمن في الجسم، مما يزيد من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة.

تأثير التكنولوجيا على النوم

تشير نتائج الدراسة إلى أن الحضارة الحديثة، والتكنولوجيا المتطورة، وكذلك السهر أمام شاشات الأجهزة الذكية، تساهم بشكل متزايد في تدهور جودة النوم. وفقًا لمسح أجراه مؤسسة النوم الوطنية، يقضي أكثر من نصف الأميركيين وقتًا على هواتفهم أو أجهزتهم اللوحية قبل النوم، وهو ما يمكن أن يؤثر سلبًا على النوم وجودته.

دور النوم في الصحة العامة

تؤكد الباحثة الرئيسية فاطمة الراشد من معهد دسمان للسكري أن نتائج الدراسة تسلط الضوء على تحدٍ كبير في مجال الصحة العامة. حيث أصبح التقدم التكنولوجي وارتفاع استخدام الأجهزة الإلكترونية سببًا رئيسيًا في تقليص ساعات النوم المنتظمة، مما له تأثيرات عميقة على صحة الجهاز المناعي والرفاهية العامة.

وتختتم الراشد بالقول: "نأمل أن تدفع هذه الأبحاث إلى تطوير سياسات واستراتيجيات تعترف بالدور الحيوي للنوم في الحفاظ على الصحة العامة. وفي النهاية، قد تساعد هذه الاستراتيجيات في التقليل من الأمراض الالتهابية مثل السمنة، السكري، وأمراض القلب والأوعية الدموية."

تابعونا على جوجل نيوز
تصميم و تطوير