البطوش: رمضان يجمعنا..لكن المطبخ قد يُفرقنا..

في شهر رمضان الذي يفترض أن يكون شهرًا للتآلف، وشهر اللمة والخير، قد يتحول المطبخ إلى ساحة حرب خفية بين الزوجين، فبينما يجمع رمضان العائلة على مائدة واحدة، قد تفرق الخلافات في المطبخ بين الزوجين، إذ يتحول بعض الأزواج إلى "مشرفين" على المطبخ، يتدخلون في كل تفصيلة، مما تراه الزوجات تدخلًا مبالغًا فيه، ووفقًا لبعض الدراسات، قد يرى الرجل هذا التدخل طبيعيًا، بينما تراه الزوجة تدخلًا غير مرغوب فيه، لكن وبحسب الاستشارية النفسية الأسرية والتربوية حنين البطوش، يمكن تحويل مطبخ رمضان إلى مكان للتفاهم والتقارب من خلال التواصل الفعال، والتعاون، والتقدير، والمرونة.
وأوضحت البطوش، في تصريح خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية، أن أسباب الخلافات في مطبخ رمضان متعددة، فتبدأ باختلاف التوقعات، حيث قد تتوقع الزوجة مساعدة زوجها دون طلب، بينما يرى الزوج أن الطهي من مسؤولياتها، وقد يختلفان في طرق الطهي أو اختيار الأصناف، مما يؤدي إلى نقاشات حادة، وتزيد الأمور تعقيدًا مع التدخلات غير المرغوب فيها، حيث يشعر الزوج بضرورة الإشراف، فتعتبر بعض الزوجات أن دخول الزوج المطبخ يسبب مشكلات بسبب تدخله الزائد، مما يثير استياء الزوجة ويشعرها بعدم الثقة في قدراتها، وأن دخول الزوج يربك العمل في المطبخ، فهو لا يعرف أماكن الأدوات ولا كيفية العمل بمهارة، مما يعمل فوضى غير مرغوب فيها، ولا نغفل عن تراكم الضغوط، إذ تتحمل الزوجة عبء تحضير وجبات الإفطار والسحور، بينما يعود الزوج من عمله ليجد قائمة مهام طويلة، بالإضافة إلى الإرهاق والتعب الناجمين عن الصيام، مما يزيد من حساسية الزوجين ويزيد من احتمالية نشوب الخلافات.
وقالت البطوش إن في شهر رمضان، يجد بعض الأزواج أنفسهم أكثر ميلًا لدخول المطبخ، إما بدافع الشهية أو استغلالًا لفائض الوقت قبل الإفطار، بينما ترى بعض الزوجات أن هذا التدخل مبررًا نظرًا لطول ساعات النهار وقصر أوقات العمل، مما يتيح للأزواج قضاء وقت أطول في المنزل، ومع ذلك فإن تصر العديد من النساء على الحفاظ على المطبخ كمملكة خاصة بهن، رافضات تدخل أزواجهن، خاصة في رمضان، حيث يزداد العبء عليهن، قد يتحول المطبخ إلى ساحة منافسة غير معلنة بين الزوجين، حيث يسعى بعض الأزواج لإثبات تفوقهم في إعداد الطعام، مؤكدين أن طريقتهم أكثر إتقانًا من طريقة زوجاتهم، مما يعمل توترًا ومشاكل، فبينما تحاول الزوجة الموظفة إعداد الطعام بعد عودتها من العمل، يتدخل الزوج لإثبات سرعته وإنجازه، معتقدًا أن لمساته الخاصة على طبق سلطة أو شوربة تجعله طاهيًا ماهرًا، فهذا التصرف قد تراه الزوجة يحول المطبخ إلى ساحة منافسة غير محمودة، بدلًا من أن يكون مكانًا للتعاون والتآلف.
وأضافت البطوش بازدياد رغبة الأزواج في شهر رمضان، في تناول أطباق معينة، مما يدفعهم لدخول المطبخ للاطمئنان على تحضير ما يشتهون، وقد يكون هذا التدخل ناتجًا عن رفض الزوجة إعداد طبق معين، خاصة إذا كانت قد وضعت خطة مسبقة لوجبات اليوم والأيام التالية، بينما يرى بعض الأزواج أن دخولهم المطبخ يعكس رغبة في المساعدة، إلا أن الواقع غالبًا ما يكون مرتبطًا بإضافة لمساتهم الخاصة على الأطباق التي يشتهونها، فالزوجة غالبًا ما تكون قد خططت مسبقًا لما ستعده للإفطار، وتعرف تمامًا الوقت المطلوب لإنجاز ذلك، وأي تدخل قد يعطل خططها ويسبب لها إرباكًا.
ورأت البطوش أن وجود الزوج في المطبخ خلال رمضان يمكن أن يكون له دلالات إيجابية، حيث أن ذلك قد يعكس رغبة في المساندة المعنوية والمساعدة، ومع ذلك يراه الكثير من الزوجات إلى أن بعض الأزواج قد يحولون هذا الوجود إلى منافسة وندية، ويتعاملون مع الأمر بجدية مفرطة وتدخل صارم، مما يثير استياء الزوجة، خاصةً في ظل الصيام.
وقدمت البطوش مجموعة من النصائح للزوجات، بتجنب هذه الخلافات، وتحويل مطبخ رمضان إلى مكان للتعاون والتفاهم، حيث ينبغي على الزوجة أن تتعامل مع دخول زوجها إلى المطبخ بشكل إيجابي، فلا تجعل منه نقمة، بل فرصة للتعاون، وأن تنوي بذلك لله تعالى وإدخال السرور على قلب زوجها، وتسمح له بالمساعدة في المهام التي يتقنها، مثل تحضير السلطات والشوربة وتزيين الأطباق.
وشددت البطوش على أن الزوجة تتعامل مع زوجها بلطف، وتتجنب إظهار الانزعاج، لأن ذلك قد يزيد من غضبه، ومن الأفضل أن تحاول تلبية رغباته مسبقًا، وأن تتفهم أن وقت الفراغ الطويل قبل الإفطار قد يدفعه لدخول المطبخ.
وشددت البطوش على أهمية أن يبدأ الزوجان بتحديد مسؤوليات كل منهما في المطبخ منذ بداية الزواج، مؤكدة أن هذا المجال هو اختصاصها، ويمكن للزوج أن يشارك برأيه واقتراحاته بأسلوب لطيف وغير مزعج، في المقابل، ينبغي على الزوج أن يراعي ظروف زوجته، خاصةً مع الصيام والإرهاق، وعلى الزوجة أن تتفهم تصرفات زوجها وقت الإفطار، وأن تستقبل ملاحظاته بصدر رحب، متذكرة أن الهدف هو التعاون لبناء جو رمضاني مريح.
ونصحت البطوش الزوج بأن يراعي ظروف زوجته، وأن يتفهم طبيعة شهر رمضان، وأن يخفف العبء عنها قدر الإمكان، وأن يتذكر أن الصيام يؤثر على مزاجها، فيتحلى بالتفهم والصبر. وليستغل الوقت قبل الإفطار في مساعدتها أو قضاء وقت ممتع مع العائلة، ناوياً بذلك لله تعالى وإدخال السرور لقلب زوجتهِ، وأن يتجنب التدخلات غير المرغوب فيها، وأن يقدر جهودها ويشجعها ويحترم آراءها، وإذا كان لديه ملاحظات، فليقدمها بشكل بناء ومهذب، مع التركيز على الإيجابيات.
وأضافت البطوش على الزوجين أن يتواصلا بشكل فعال حول توقعاتهما ورغباتهما في المطبخ، وأن يستمعا لبعضهما باحترام، كما ينبغي عليهما التعاون في إعداد وجبات رمضان، وتقسيم المهام بشكل عادل، وتقدير جهود بعضهما البعض، وتشجيع بعضهما على التطور في الطهي، وتجنب الانتقادات السلبية.
وأكدت البطوش بأضفاء جو من المرح والاستمتاع، يمكنهما أن يكونا مرنين في التعامل مع الأخطاء والمواقف الطارئة، وأن يضحكا معًا، وكما يمكنهما بناء أجواء إيجابية من خلال تشغيل المادئح النبوية و الاستماع إلى القرآن الكريم، وتحويل وقت الطهي إلى فرصة للتحدث وتبادل الأفكار.